تشهد الولايات المتحدة جدلاً متزايدًا حول قضية إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب، بسبب روبرت ف. كينيدي جونيور مرشح الرئيس دونالد ترامب لتولي وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، الذي دعا إلى إزالة الفلورايد من أنظمة المياه العامة.
يرى كينيدي أن للفلورايد أضرارًا صحية تفوق فوائده، مما أثار تساؤلات حول الجدوى الصحية والبيئية لهذه الإضافة التي تعتبر سياسة تقليدية في الولايات المتحدة منذ منتصف القرن العشرين.
لماذا تمت إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب؟
الفلورايد هو معدن طبيعي يوجد بكميات صغيرة في التربة والمياه والغذاء، ويُعرف بدوره في حماية الأسنان من التسوس.
بدأت إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب في الولايات المتحدة عام 1945 كوسيلة فعّالة لتحسين صحة الفم وتقليل تسوس الأسنان، خاصةً في المجتمعات ذات الدخل المنخفض التي تواجه صعوبة في الوصول إلى خدمات العناية بالأسنان.
وتُعد فلورة المياه واحدة من أعظم الإنجازات الصحية في القرن العشرين وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، حيث ساهمت في تقليل تسوس الأسنان بنسبة تصل إلى 25% لدى الأطفال.
واعتمدت العديد من الدول استراتيجيات مختلفة لضمان تزويد السكان بالفلورايد، مثل إضافته للمياه أو الحليب أو الملح.
أسباب الدعوة لإزالة الفلورايد
على الرغم من الفوائد المثبتة لإضافة الفلورايد، يرى كينيدي وعدد من الخبراء أن هناك مخاطر صحية محتملة تستدعي إعادة النظر في هذه السياسة.
وأشار كينيدي في منشور له على منصة “X” (تويتر سابقًا)، إلى ارتباط الفلورايد بمشاكل صحية متعددة، منها:
– اضطرابات الغدة الدرقية
– انخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال
– أمراض العظام، مثل التهاب المفاصل وكسور العظام وسرطان العظام
كما لفتت مراجعات علمية حديثة الانتباه إلى مخاطر التعرض المفرط للفلورايد، مثل تآكل مينا الأسنان، وتدهور الهيكل العظمي، وضعف العظام، والتسبب في اضطرابات سلوكية لدى الأطفال.
الأدلة المؤيدة والمعارضة
فوائد مؤكدة:
تشير الدراسات إلى أن الفلورايد يلعب دورًا كبيرًا في الوقاية من تسوس الأسنان، خاصةً في المناطق ذات الموارد المحدودة.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أُجريت في ولاية نيفادا عام 2010 أن العيش في مجتمعات تعتمد مياه شرب مفلورة أدى إلى انخفاض معدلات التسوس بشكل ملحوظ.
الأضرار المحتملة:
في المقابل، أظهرت بعض الأبحاث أن المستويات العالية من الفلورايد قد تؤثر سلبًا على صحة الإنسان، وأشارت دراسة فيدرالية حديثة إلى وجود ارتباط بين التعرض المفرط للفلورايد أثناء الحمل وانخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال.
الوضع الراهن في الولايات المتحدة
لا تزال إضافة الفلورايد إلى المياه قرارًا محليًا في الولايات المتحدة، حيث تختلف نسبة السكان الذين يتلقون مياه مفلورة بين الولايات.
في عام 2022، كان حوالي 72% من سكان الولايات المتحدة يحصلون على مياه مفلورة، مع تباينات كبيرة بين الولايات.
بينما يُوصي مركز السيطرة على الأمراض بتركيز معين للفلورايد (0.7 ملجم/لتر)، فإن هذا المستوى ليس إلزاميًا، حيث تعتمد بعض المناطق على مستويات الفلورايد الطبيعية في مياهها.
سياسات دولية بديلة
تلجأ بعض الدول إلى حلول أخرى لتحقيق فوائد الفلورايد دون إضافته إلى المياه:
المملكة المتحدة: تقدم بعض المدن الحليب المفلور للطلاب كبديل عن المياه
أيسلندا: تعتمد على برامج غسيل الأسنان بالفلورايد في المدارس
اليابان: تُشجع على استخدام غسول الفم المفلور للأطفال منذ الصغر
إيطاليا: توفر مجموعة من الخيارات مثل أقراص الفلورايد ومعاجين الأسنان المخصصة
المصدر: