يونيو ٢٢, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
رغم أنف أمريكا.. الخداع منح كوريا الشمالية سلاحها النووي

سعت كوريا الشمالية على مدى عقود طويلة لامتلاك السلاح النووي، متحايلة على المعارضة الأمريكية والجهود الدولية على مدى عقود، وفي سبتمبر من العام الماضي، كشفت بيونغ يانغ عن أول صور لموقع تخصيب يوارنيوم مصمم لإنتاج وقود الأسلحة.

لم يكن طريق كوريا الشمالية نحو القوة النووية مباشرًا، بل اعتمد على مزيج من التكتيكات السرية، والمفاوضات المتقطعة، والتصعيد الممنهج، لخداع المجتمع الدولي وتطوير ترسانتها رغم العقوبات.

قصة سلاح كوريا الشمالية النووي التاريخية

بدأ اهتمام كوريا الشمالية بالطاقة النووية في الخمسينيات، وفي عام 1963، وبعد رفض الاتحاد السوفيتي والصين مساعدتها في بناء أسلحة نووية، قبلت بيونغ يانغ المساعدة السوفيتية في برنامج سلمي للطاقة النووية.

سمح هذا التعاون المبكر لكوريا الشمالية باكتساب الخبرة وبناء مركز يونغبيون للأبحاث العلمية النووية، والذي تحول لاحقًا إلى قلب برنامجها العسكري.

كانت الخطوة الأكثر إثارة للجدل في مسيرة الخداع هي مصادقة كوريا الشمالية على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام 1985، وتوقيع اتفاقية الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 1992، لكن هذا الالتزام كان واجهة، ففي عام 1993، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أدلة قوية على أن إعلان كوريا الشمالية الأولي حول برنامجها كان غير مكتمل.

وعندما طالبت الوكالة بتفتيش على المواقع النووية، رفضت بيونغ يانغ، معلنةً انسحابها من المعاهدة قبل أن تعلق هذا الانسحاب لاحقًا، في مناورة سمحت لها بكسب الوقت ومواصلة العمل سرًا.

بحلول عام 2005، وبعد سنوات من الإنكار والتكتيكات المبهمة، أقرت كوريا الشمالية صراحة بامتلاكها برنامجًا مخصصًا لإنتاج الأسلحة النووية، وفي أكتوبر 2006، فاجأت العالم بإجرائها أول تجربة نووية.

منذ ذلك الحين، أجرت كوريا الشمالية 6 تجارب نووية في موقع بونغ-غي ري، جميعها في أنفاق تحت الأرض، متجاهلة تحذيرات مجلس الأمن الدولي.

تعتمد بيونغ يانغ على شبكة من المنشآت المنتشرة في أنحاء البلاد، تشمل مناجم اليورانيوم، ومنشآت التخصيب، ومفاعلات نووية مثل تلك الموجودة في يونغبيون، ومصانع لتجميع الأسلحة، ورغم الادعاءات بأن مفاعلات يونغبيون مخصصة لإنتاج الكهرباء، فإنها تضم أيضًا مرافق لاستخلاص البلوتونيوم المستخدم في الأسلحة النووية.

يُعتقد أن صور موقع تخصيب اليورانيوم التي كُشف عنها مؤخرًا جزء من منشأة جديدة أو موسعة، مما يؤكد استمرار توسع البرنامج النووي بعيدًا عن أعين المراقبة الدولية.

استغلت كوريا الشمالية المفاوضات المتقطعة مع الولايات المتحدة وحلفائها، والتي غالبًا ما كانت تنهار بسبب مطالب بيونغ يانغ المبالغ فيها أو رفضها التخلي عن مكونات رئيسية من برنامجها، فبعد إغلاق موقع التجارب النووية في 2018 وإعلان وقف اختياري للتجارب النووية، سرعان ما تراجع الزعيم كيم جونغ أون عن هذا الالتزام بعد توقف محادثات نزع السلاح النووي في 2019.

وتؤكد كوريا الشمالية أن ترسانتها النووية ضرورية لمواجهة التهديدات من الولايات المتحدة وحلفائها، وتعتبرها مسألة هيبة وطنية.

وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة فرضت عقوبات متعددة، فإن اعتراض روسيا والصين على عقوبات جديدة ودعوتهما لإلغاء العقوبات الحالية قد سمح لبيونغ يانغ بمواصلة برنامجها، مما يبرز كيف تمكنت كوريا الشمالية من استغلال الديناميكيات الجيوسياسية لتنفيذ خطتها الاستراتيجية النووية.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

الضربات الأمريكية على إيران.. هل هي أخطر مغامرة خارجية لترامب؟

المقالة التالية

إنفوجرافيك| قاذفة الشبح B-2.. بطل الهجمات الأمريكية على إيران