تصدرت السعودية الدول العربية كأكبر مصدر للطلاب من العالم العربي إلى الولايات المتحدة خلال العام الدراسي 2023-2024، وهو ما يعكس عمق الروابط التعليمية والثقافية بين البلدين.
ويأتي هذا الحضور السعودي اللافت ضمن مشهد عالمي يشهد متغيرات كبرى، حيث استضافت المؤسسات الأكاديمية الأمريكية بشكل عام ما يزيد عن 1.1 مليون طالب دولي، على الرغم من التحديات المتعلقة بسياسات السفر التي فرضتها الإدارة الأمريكية الحالية.
وفقًا للبيانات الصادرة عن تقرير “الأبواب المفتوحة” (Open Doors)، شهدت خريطة الطلاب الدوليين في أمريكا تحولاً تاريخيًا، حيث تجاوزت الهند لأول مرة الصين كأكبر مصدر للطلاب، بإرسالها أكثر من 331 ألف طالب، مقابل نحو 277 ألفًا من الصين. ويُعزى هذا الصعود الهندي إلى تطلعات الطبقة الوسطى المتنامية، بينما يعكس الرقم الصيني تراجعًا مستمرًا في أعداد الملتحقين خلال السنوات القليلة الماضية.
وإلى جانب هذا التحول في الصدارة، سلط التقرير الضوء على اتجاهات أخرى، منها نمو هادئ ولافت في أعداد الطلاب القادمين من دول مثل بنغلاديش ونيبال ونيجيريا، التي سجلت جميعها أرقامًا قياسية إذ ارتفع الالتحاق في الأخيرة بنسبة 13.5% على أساس سنوي. وفي المقابل، شهدت كوريا الجنوبية، التي لا تزال تحتل المرتبة الثالثة كأكبر مصدر، تراجعًا في أعداد طلابها، وهو ما قد يُعزى إلى تحديات ديموغرافية داخلية تتعلق بتراجع معدلات الخصوبة، إذ أرسلت 43,149 طالبًا في العام الدراسي 2023/2024، بانخفاض عن 73,351 طالبًا في العام الدراسي 2010/2011.
وهكذا، بينما تتغير ملامح خريطة الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة بشكل مستمر، تواصل المملكة العربية السعودية الحفاظ على مكانتها البارزة كشريك تعليمي رئيسي في المنطقة العربية، مما يعكس الأهمية التي يوليها البلدان للتبادل العلمي والمعرفي.
