يونيو ٢٥, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
التجارب السريرية في السعودية.. خطوات نحو الريادة

تسعى المملكة بخطى حثيثة لترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للأبحاث الطبية والابتكار الدوائي. وكان قطاع التجارب السريرية قد شهد انطلاقة رسمية بإنشاء مركز متخصص في “مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية (كيمارك)” عام 2019.

وعلى الرغم من أن قطاع التجاري السريرية إلا أنه لا يزال يواجه تحديات كبيرة تحول دون إطلاق كامل إمكانياته، على الرغم من وجود اهتمام متزايد بتعزيز المحتوى المحلي في هذا المجال الحيوي.

واقع الأرقام والتحديات

حتى الآن، سجلت المملكة ما يزيد عن 650 تجربة سريرية، وهو رقم يفوق معظم الدول العربية باستثناء مصر، لكنه يُعد متواضعًا على الساحة الدولية. فعلى سبيل المقارنة، تسجل بولندا، ذات الناتج المحلي والسكان المماثلين، أكثر من 6400 تجربة. وتعكس هذه الأرقام أن مساهمة المملكة في الدراسات السريرية العالمية لا تزال عند 0.21%، وهو ما لا يتناسب مع الموارد المتاحة والنظام الصحي المتطور.

يعزو الخبراء هذا التباطؤ إلى مجموعة من العقبات، أبرزها:طول وتعقيد إجراءات الحصول على الموافقات الأخلاقية، وصعوبات استقطاب وتوظيف مشاركين للدراسات، ومحدودية عدد الباحثين ذوي الخبرة والمواقع البحثية المجهزة لإجراء الدراسات السريرية في مراحلها المبكرة (المرحلة الأولى والثانية)، إلى جانب نقص التمويل المخصص في بعض الأحيان، وضعف التدريب في مجالات دقيقة مثل علم الصيدلة السريري.

وأجريت معظم الدراسات على أدوية معتمدة سابقًا لمؤشرات جديدة (خاصة أدوية السرطان)، مع ندرة في دراسات (المرحلة الأولى) أو دراسات التفاعلات الدوائية-العشبية التي تُجرى غالبًا في الخارج. وكانت الدراسة التي أُجريت على 657 مواطنًا ومواطنة قبل فطلاق المرك المتخصص، أظهرت أن قرابة 72% لديهم النية للمشاركة في مثل هذه التجارب. وكشفت النتائج أيضًا عن دور محوري للثقة؛ فالأشخاص الذين يقدرون خدمات الرعاية الصحية في البلاد كانوا الأكثر إيجابية، وأكثر من 80% أبدوا استعدادهم للمشاركة إذا جاءت التوصية من أطبائهم، مما يعكس المكانة المرموقة التي تحظى بها مهنة الطب في المجتمع السعودي.

الطريق نحو الريادة

على صعيد الإطار التنظيمي، شهد القطاع تطورًا ملحوظًا منذ إنشاء الهيئة العامة للغذاء والدواء لإدارة خاصة بالتجارب السريرية عام 2009، وإلزامية تسجيل جميع الدراسات منذ 2013. وحققت المملكة خطوة تاريخية في عام 2020، بموافقة الهيئة على أول مركز متخصص لإجراء تجارب المرحلة الأولى في مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية (KAIMRC)، والذي أجرى بموجبها أولى تجاربه على لقاح جديد لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا)، مما يُعد إنجازًا بارزًا.

ويرى باحثون أن المملكة تمتلك المقومات اللازمة لتحقيق قفزة نوعية في هذا المجال، بما في ذلك نظام رعاية صحية متطور، وإنفاق كبير، ومرافق طبية عالمية المستوى، وباحثين مؤهلين. ولتجاوز العقبات الراهنة، يوصي الخبراء بضرورة تشجيع الباحثين الوطنيين على الانخراط في المراحل المبكرة لتطوير الأدوية، وإنشاء “اتحاد سعودي للممارسة السريرية” يتولى مسؤولية إجراء الدراسات ووضع إرشادات وطنية، مما يسرّع وتيرة الابتكار ويعزز أمن الدواء في المملكة.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

ما هو المقعد الأكثر أمانًا في الطائرة؟

المقالة التالية

إنفوجرافيك| التغليف المتقدم يحدّد الفائز في سباق الذكاء الاصطناعي