كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Health Psychology أن التحسُّن في الصحة النفسية بعد جراحة إنقاص الوزن لا يرتبط بشكل مباشر بفقدان الوزن فقط، بل يعود بدرجة كبيرة إلى تراجع وصمة الوزن التي كان يعاني منها المرضى قبل العملية. هذه النتائج تسلط الضوء على جانب نفسي واجتماعي مهم في علاج السمنة لا يحظى بالاهتمام الكافي.
وفقاً للدراسة، أكثر من 90% من المشاركين الذين خضعوا لجراحة إنقاص الوزن أكدوا تعرضهم لوصمة الوزن من قبل أفراد الأسرة، الأطباء، والمجتمع. وبعد إجراء الجراحة، انخفضت هذه الوصمة لدى حوالي 60% من المرضى، مما انعكس إيجابيًا على صحتهم النفسية والسلوكية.
التحسُّن شمل تراجع مشاعر الاكتئاب، القلق، واضطرابات الأكل، بالإضافة إلى شعور أكبر بالقبول الاجتماعي والثقة بالنفس. في المقابل، أظهرت الدراسة أن نحو 40% من المشاركين استمروا في المعاناة من وصمة الوزن بعد الجراحة، مما أدى إلى نتائج نفسية أسوأ، رغم فقدانهم للوزن.
أوضحت النتائج أن فعالية جراحة إنقاص الوزن لا تقتصر فقط على الجانب الجسدي أو فقدان الكيلوغرامات الزائدة، بل تمتد لتشمل الطريقة التي يُنظر بها إلى المريض من قبل الآخرين. لذا، يشدّد الباحثون على ضرورة تضمين برامج ما بعد الجراحة جلسات دعم نفسي واستراتيجيات فعالة لمواجهة وصمة الوزن المتجذرة في المجتمع.
من جهة أخرى، فإن إدماج المعالجين النفسيين في الفرق الطبية المختصة بعمليات السمنة قد يسهم في تحسين جودة النتائج العلاجية وتقليل الانتكاسات.
أكد الباحثون أن وصمة الوزن تُعد من أبرز العوامل التي تُهدد نجاح أي تدخل طبي لعلاج السمنة، بما في ذلك جراحة إنقاص الوزن. ورغم التطور الكبير في تقنيات هذه الجراحة ونتائجها الجسدية، إلا أن التحدي النفسي والاجتماعي لا يزال قائمًا ويؤثر على الصحة العامة للمرضى.
تشير هذه الدراسة إلى أن كسر دوائر التمييز المجتمعي والتحامل ضد مرضى السمنة قد يكون مفتاحًا لتحسين حياتهم النفسية بعد الجراحة، وليس فقط نزول أرقام الميزان.