أظهرت بيانات حديثة أن موقع ChatGPT، أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي من شركة OpenAI، قد وسّع الفجوة بشكل ملحوظ بينه وبين منصة التواصل الاجتماعي X (المعروفة سابقًا باسم تويتر)، في سباق محموم على حركة المرور العالمية. فبينما يواصل كلا الموقعين استقطاب جماهير ضخمة تضعهما ضمن قائمة أكبر عشرة مواقع في العالم، تُظهر الأرقام أن زخم النمو يميل بوضوح لصالح أدوات الذكاء الاصطناعي.
وفقًا للبيانات الصادرة عن منصة التحليلات Similarweb لشهر مايو 2025، فإن المعركة الرقمية بين ChatGPT مقابل X حسمت جولتها الأخيرة لصالح الأول. حيث سجل موقع ChatGPT.com ما مجموعه 5.49 مليار زيارة، مواصلاً مساره التصاعدي الذي بدأ في أبريل 2025 حين تجاوز منصة X لأول مرة. في المقابل، سجلت منصة X.com، التي يديرها إيلون ماسك، 4.39 مليار زيارة خلال نفس الشهر.
وفيما يتعلق بمعدل النمو الشهري؛ فقد شهدت حركة المرور على ChatGPT نموًا قويًا بنسبة 6.8% مقارنة بشهر أبريل، وهو ما يمثل زيادة صافية تقدر بـ 350 مليون زيارة في شهر واحد فقط (رغم أن هذا المعدل يمثل تباطؤًا عن نسبة النمو التي حققها في أبريل والتي بلغت 13%). على الجانب الآخر، كان نمو منصة X هامشيًا بنسبة 1.1% فقط، أي ما يعادل 49 مليون زيارة إضافية، وإن كان هذا يمثل تحسنًا بعد أن سجلت المنصة انخفاضًا بنسبة 5% في أبريل.
بناءً على هذه الأرقام، عزز الموقعان مكانتهما ضمن قائمة أكثر المواقع زيارة في العالم لشهر مايو 2025، حيث احتل ChatGPT.com المرتبة الخامسة عالميًا، بينما حل X.com في المرتبة السادسة. هذا الترتيب المتقدم يضعهما في فئة النخبة الرقمية، لكنه يظل بعيدًا كل البعد عن عمالقة الإنترنت مثل غوغل الذي يسجل 105 مليارات زيارة، ويوتيوب الذي يحقق 47 مليار زيارة شهريًا، مما يضع حجم المنافسة في منظوره الصحيح.
ومن الضروري الإشارة إلى أن كلا الموقعين يخدمان وظائف مختلفة تمامًا، وهو ما يفسر جزئيًا ديناميكيات النمو المتباينة. فموقع ChatGPT هو في جوهره أداة ذكاء اصطناعي توليدي تتزايد أهميتها يومًا بعد يوم في مجالات العمل، والتعلم، والإنتاجية الشخصية. وباعتباره أداة الذكاء الاصطناعي الأكثر شيوعًا عالميًا، فإن نموه الهائل يعكس اتجاهًا أوسع نحو دمج هذه التقنيات في الروتين اليومي للمستخدمين. في المقابل، فإن منصة X هي في المقام الأول شبكة تواصل اجتماعي ترتكز على تداول الأخبار العاجلة والنقاشات الفورية حول الأحداث الجارية. ورغم أهميتها، يبدو أن نموها يواجه تحديات أكبر مقارنة بالنمو المتسارع الذي تشهده أدوات الذكاء الاصطناعي.
