عادة ما يعتمد الابتكار على التراكمية، والتي تساعد على تقليل دورات التطوير لكل اختراع في كل مرحلة من مراحلها.
وكمثال، استغرقت الثورة الصناعية في موجتها الأولى نحو نصف قرن، فيما جاءت التطورات اللاحقة خلال بضعة عقود قليلة.
وفي الوقت الحالي، تحتاج الابتكارات الرقمية إلى سنوات قليلة لتنمو وتتطور وتمدنا بمخرجاتها الجديدة.
وبتسارع وتيرة انتشار التقنيات، تسارعت معها وتيرة تبني التقنيات الجديدة على نطاق واسع.
ويمكن قياس هذا التسارع من خلال مقارنة بسيطة بين سنة اختراع كل تقنية جديدة، والسنة التي أصبحت فيها منتشرة بشكل كبير.
ويوضح الانفوغرافيك التالي هذه المقارنة، إذ يبيّن الفرق بين سنة اختراع كل تقنية وسنة تبنيها.
ويعتمد الانفوغرافيك على بيانات من تقرير بنك أوف أميركا “الذكاء الاصطناعي: من التطور إلى الثورة”، والذي نُشر في سبتمبر 2024.
ونشر هذه البيانات موقع Visual Capitalist بعد تدقيق بعض التواريخ من مصادر أخرى.
انتشار التقنيات الجديدة
احتاج الراديو والتليفزيون إلى نحو 3 عقود تقريبًا لينتشر على نطاق واسع بعد اختراعه.
ومع هذا الانتشار ظهر قطاع جديد يُسمى “وسائل الإعلام الجماهيرية” الذي أصبح مؤثرًا بشكل كبير وقاد العولمة.
واحتاج الإنترنت والبريد الإلكتروني إلى فترة مشابهة للانتشار على نطاق واسع، وتطلبت كل تقنية استثمارات ضخمة لإنشاء البنية التحتية والكابلات والأبراج وأجهزة الإرسال.
وتراجعت الفترة قليلًا بمجرد اختراع أول هاتف ذكي، ثم إطلاق آيفون، بحيث أصبحت 13 عامًا، وبحلول عام 2010، بدأت الهواتف الذكية تتفوق على الهواتف المحمولة التقليدية في السوق.
كم من الوقت يحتاج الذكاء الاصطناعي للانتشار؟
تداول مصطلح الذكاء الاصطناعي التوليدي منذ ستينيات القرن الماضي، ولكنه شهد طفرة في التطور خلال السنوات القليلة الماضية.
وبرزت التطورات الأخيرة في الشبكات التنافسية التوليدية (GANs) والمحولات، والتي دفعت التعلم الآلي إلى نطاق متقدم.
وبات التبني لأدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي أكبر بشكل لافت، منذ الإعلان عن أداتي ChatGPT وGemini.
وبدأت شركات تقنية كبرى في دمج أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي وروبوتات الدردشة في منتجاتها.
ويقدر باحثو بنك أوف أميركا أن “الكفاءات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي” سوف تظهر في مختلف القطاعات بحلول عام 2025.
المصدر: Visual Capitalist