لا شك أن النوم هو جزء أساسي من حياتنا اليومية، وأن قلة النوم يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قدرتنا على العمل بفعالية في اليوم التالي. ومع ذلك، هناك مراحل في الحياة نفترض فيها أن قلة النوم هي أمر طبيعي يجب التعايش معه، مثل الطفولة وفترة الحمل. تعتبر فترة الحمل بشكل خاص واحدة من تلك المراحل.. والتي تترافق غالبًا مع نصائح تقبل قلة النوم كأمر حتمي. على سبيل المثال،كانتكاتبة هذا المقال د. إيزابيلا موراليس مولوز قد نُصحت مرارا وتكرار أثناء حملها أن تنسى الحصول على نوم جيد خلال الليل.. ما سمعته مرارًا وتكرارًا من مختلف الأشخاص.
التأثيرات النفسية لمشاكل النوم أثناء الحمل
تقول صاحبة هذا المقال المنشور في موقع “PT” أو Psychology Today: “بصفتي باحثة في مجال النوم أدرس تأثير مشكلات النوم على الصحة النفسية.، كان هذا التوقع مصدر قلق كبير بالنسبة لي. تشير الأبحاث إلى أن قلة النوم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمشكلات نفسية، مما جعلني أشعر بالخوف من الآثار المحتملة على صحتي العقلية. لذلك، كان أحد الأهداف الرئيسية التي سعيت لتحقيقها من خلال أبحاثي، هو زيادة الوعي بأهمية النوم. كذلك إثبات أن النوم ليس مجرد عادة يومية، بل هو عامل مهم يمكننا تعديله لتحسين صحتنا العامة.
تأثير مشكلات النوم على تطور الطفل
تشير الدراسات.. إلى أن مشكلات النوم أثناء الحمل.. يمكن أن تؤدي إلى تطور مجموعة من المشكلات في الأطفال المولودين. على سبيل المثال، في دراسات أجريتها في فنلندا، وجدنا أن أعراض الأرق لدى الأمهات أثناء الحمل كانت مرتبطة بحدوث مشكلات النوم عند الأطفال في عمر 3 أشهر. كما وجدنا أن الأطفال لأمهات لديهن نمط مسائي (أي يفضلن النشاط الليلي).. هم الأكثر عرضة لتطوير مشكلات النوم خلال أول سنتين من العمر. هذه النتائج تبرز أهمية دراسة مشكلات النوم بشكل أوسع، حيث نتوقع أن تكون لها تأثيرات على جوانب أخرى من تطور الطفل. وذلك مثل المشكلات العاطفية وتأخر النمو الحركي أو العقلي.
الآليات البيولوجية المحتملة
السبب وراء تأثير مشكلات النوم أثناء الحمل على تطور الطفل، لا يزال غير واضح تمامًا، لكن هناك بعض الآليات البيولوجية المحتملة التي قد تفسر هذا التأثير. على سبيل المثال.. قد تؤثر اضطرابات النوم على إيقاع وإفراز هرمون الميلاتونين، الذي يلعب دورًا في تشكيل أنماط النوم الطبيعية لدى الجنين. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة لمزيد من الدراسات. خاصة الدراسات الطولية، التي تتابع الأمهات وأطفالهن على مدى فترة طويلة.
أهمية التدخلات لتحسين النوم
ما يجعل مشكلات النوم أثناء الحمل أمرًا حاسمًا، هو أنها عوامل يمكن تعديلها وتحسينها. هناك العديد من التدخلات التي ثبت أنها تحسن النوم، مثل ممارسات النظافة الشخصية للنوم والتدخلات السلوكية. هذه التدخلات يمكن أن تكون فعالة، تحديدًا في منع تطور مجموعة من النتائج السلبية على الأمهات والأطفال على حد سواء، مثل المشكلات النفسية بعد الولادة ومشكلات النوم في الطفولة. بناءً على ذلك، نحن نركز في أبحاثنا المستقبلية على تنفيذ هذه التدخلات، خلال فترة الحمل لتحسين نوعية النوم لدى النساء الحوامل.. ومنع أو تقليل المشكلات الصحية والنفسية المرتبطة بها.