تتحرك الصفيحة العربية في الوقت الحالي عن الصفيحة الأفريقية بمعدل 2 سم سنويًا، وبسبب التمدد القشري في الجزء الشمالي الغربي والغربي الأوسط من المملكة العربية السعودية، شهدت البلاد أنشطة بركانية تعود لحقب الحياة الحديثة.
البراكين الدرعية ومخاريط السكوريا
هناك نوعان من الأنشطة البركانية، يمثلان 80% من عمليات تكون البراكين، وهما البراكين الدرعية ومخاريط السكوريا، التي تتراصّ على امتداد شقوق يغلب عليها الاتجاه الشمالي – الجنوبي أو الشمال الغربي – الجنوب الشرقي.
كيف تكونت البراكين؟
تكونت الحرات البركانية في السعودية على مرحلتين من النّشاط البركاني، كانت المرحلة الأولى قبل نحو 30 مليون سنة متزامنة مع انفتاح البحر الأحمر وتدفق للحمم البازلتية.
أما المرحلة الثانية للنشاط البركاني فقد كانت قبل 10 ملايين سنة، وحتى حدوث آخر بركان تاريخي جنوب المدينة عام 1256م، وقد تكونت على طول نطاق بركاني نشط يسمى مكة – مدينة – نفود (م م ن) باتجاه جنوب – شمال، وبطول 900 كم يمتد من القنفذة جنوباً ويمر على مكة والمدينة حتى صحراء النفوذ شمالاً، وكان يشمل حرة رهاط وخيبر والإثنين.
الخط البركاني (م م ن)
يعتبر الخط البركاني مكة – مدينة – نفود (م م ن) نطاق أخدودي يتسع بمعدل سنوي 0.054 مم وهو عبارة عن رفع وتقبب وتمدد قشري نتيجة لصعود الصهارة واحتجازها داخل غرف صهارية على أعماق كبيرة من سطح الأرض، حيث لوحظ وجود نشاط حراري وزلزالي على طول هذا النطاق البركاني (م م ن) يوضح أنه لا يزال في حالة نشطة.
حرة رهاط
تمتد حرة رهاط -أحد أكبر حرات المملكة- من شمال مكة وحتى جنوب المدينة المنورة، وتغطي مساحة 20 ألف كيلومترًا مربعًا، وتتكون من أشكال بركانية عدةا.
تشمل الأشكال البركانية في حرة رهاط 644 مخروطًا سكوريًا و36 براكين درعية و24 قبة بركانية من التراكيت، ويعتقد أن هذه الحرات تكونت نتيجة تدفق الصهارة في طبقة الوشاح العلوية (الأسثينوسفير) الممتدة من منطقة مثلث عفار إلى الاتجاهات الشمالية للدرع العربي حيث أنه يلتقي في منطقة مثلث عفار الأخدود الأفريقي وأخدود البحر الأحمر وخليج عدن.
كما توجد منطقة مثلث عفار فوق بؤر ساخنة تكون تيارات حمل صاعده تولد قوة شد على جانبيها ثم بالانفتاح إلى جزئين، ونتيجة لذلك تصعد الصهارة وتكون الطفوح البازلتية التي تغطي مساحات شاسعة على طول النطاق البركاني النشط (م م ن).
مخاريط بركانية شمال حرة رهاط.
تنتشر فوهة وبر في الحرات البركانية تقع في حرة كشب، وهي أحد الأشكال البركانية المتميزة التي يصل عمقها إلى 200 متر وقطرها 2 كيلومتر، نتيجة انفجار بركاني أثناء صعود الصهارة والتقائها مع المياه الجوفية.
جبل ضبع هو عبارة عن قبة بركانية موجودة في حرة رهاط، وجبل مار هو عبارة عن بركان درعي في حرة رهاط أيضًا.
الحيوانات تتنبأ بالكوارث قبل وقوعها.. كيف ذلك؟