في عالم يزداد ترابطه عبر شبكات التجارة وسلاسل التوريد، تبرز صادرات السلع كمؤشر رئيسي على القوة الاقتصادية للدول وموقعها في النظام التجاري العالمي.
وقد كشف تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، برعاية شركة موانئ دبي العالمية، عن قائمة الدول التي تتصدر العالم من حيث صادرات السلع للفرد الواحد لعام 2023.
تواصل سنغافورة هيمنتها العالمية، متصدّرة القائمة بمتوسط صادرات السلع بلغ 79,181 دولارًا للفرد في عام 2023، ما يعكس مكانتها التاريخية كمحور تجاري آسيوي رائد.
تلتها هونغ كونغ في المرتبة الثانية، فيما جاءت هولندا في المركز الثالث بمتوسط 53,045 دولارًا للفرد، مدعومة بموقعها الإستراتيجي كبوابة رئيسية لتدفق البضائع إلى أوروبا.
برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كلاعب محوري جديد، حيث احتلت المرتبة الرابعة عالميًا بمتوسط صادرات السلع للفرد بلغ 51,254 دولارًا.
ويُعزى هذا الأداء المتميز إلى الدور المحوري الذي يلعبه ميناء جبل علي في دبي، أحد أكثر الموانئ ازدحامًا في الشرق الأوسط، والذي يشكّل نقطة وصل حيوية للتجارة بين آسيا وأوروبا وأفريقيا.
ارتفعت صادرات السلع في الإمارات خلال الفترة من 2018 إلى 2023، بنسبة 25%، نتيجة للاستثمار الكبير في البنية التحتية للموانئ، واعتماد سياسات مرنة تدعم التجارة، وتنويع قاعدة التصدير. وقد ساهم هذا التقدم في ترسيخ موقع الدولة كمركز إقليمي رائد في إعادة التصدير والخدمات اللوجستية.
مع تغيّر أنماط التجارة العالمية، ستكون الدول القادرة على تطوير سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية هي التي تقود مشهد صادرات السلع مستقبلًا، ويُظهر الأداء اللافت لدولة الإمارات كيف يمكن للاستثمار الذكي في البنية التحتية أن يُعيد رسم خارطة التجارة الدولية.
وبوجود ميناء جبل علي في قلب هذا الحراك، تواصل الإمارات تعزيز موقعها كبوابة محورية للتجارة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وبديل تنافسي للمراكز التقليدية في آسيا وأوروبا، مما يعكس تحولًا مهمًا في موازين صادرات السلع عالميًا.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| حصة الاستثمارات الأمريكية في المملكة
التجارة الإلكترونية في المملكة.. مستقبل واعد للتسوق عبر الإنترنت
