علوم

هل ستظل لدينا المضادات الحيوية بعد 50 عاماً؟

يتفق الخبراء في مجالات الصحة العامة وعلم الأحياء الدقيقة والكيمياء الحيوية على أن المضادات الحيوية ستظل لدينا خلال 50 عاماً، لكن الأدوية قد تتخذ شكلاً مختلفاً عن تلك التي لدينا اليوم.

موقع livescience.com استطلع آراء عدد من الخبراء من كندا والولايات المتحدة وأستراليا وإسبانيا، موضحاً أنه منذ اكتشاف المضادات الحيوية لأول مرة، كنا ندرك أن البكتيريا يمكن أن تتعلم كيفية التغلب على هذه الأدوية، وهي ظاهرة تعرف باسم مقاومة مضادات الميكروبات.

يضيف الموقع: “تقول منظمة الصحة العالمية إننا نخسر حاليًا أمام هذه البكتيريا، مع تزايد المقاومة وقلة عدد المضادات الحيوية الجديدة قيد التنفيذ”.

عنصر حاسم

وينقل الموقع عن لوري إل بوروز عالم الكيمياء الحيوية في كندا أن “تشكل المضادات الحيوية عنصرا حاسما في الطب الحديث، ولا يمكننا أن نتحمل خسارة هذه المضادات. على الرغم من ارتفاع المقاومة في مسببات الأمراض المهمة (الجراثيم)، والانخفاض الكبير في الأدوية الجديدة قيد التطوير، لدينا أدوات متعددة تحت تصرفنا لحماية المضادات الحيوية”.

يضيف: “إن الإشراف – مبدأ استخدام المضادات الحيوية فقط عند الضرورة القصوى – هو المفتاح للحفاظ على فائدة المضادات الحيوية الحالية ومنع ظهور مقاومة للأدوية الجديدة. ومن الممكن أن تساعد وسائل التشخيص الجديدة، مثل الاختبارات السريعة التي أصبحت متاحة على نطاق واسع أثناء الجائحة، في توجيه جهود الإشراف، والحد من الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية في علاج الأمراض الفيروسية”.

وتابع العالم الكندي: “يواصل الباحثون إيجاد طرق إبداعية، بما في ذلك استخدام أساليب الذكاء الاصطناعي القوية، لتحديد المركبات المضادة للميكروبات بأهداف جديدة أو أساليب عمل جديدة”.

الجمع بين المضادات الحيوية مع الجزيئات

وتشمل الأساليب الواعدة الأخرى استخدام الفيروسات التي تقتل البكتيريا بشكل طبيعي، أو تحفيز الجهاز المناعي للمضيف لمحاربة البكتيريا، أو الجمع بين المضادات الحيوية الموجودة مع الجزيئات التي يمكن أن تعزز نشاط المضادات الحيوية، على سبيل المثال، عن طريق زيادة امتصاص المضادات الحيوية أو منع المقاومة.

فيما يقول أندريه أو هدسون عالم كيمياء حيوية بالولايات المتحدة إن السؤال الحقيقي ليس ما إذا كنا سنحصل على المضادات الحيوية بعد 50 عاماً من الآن، بل ما هو شكل المضادات الحيوية الذي سوف نستخدمه؟

استخدام الذكاء الاصطناعي

ويضيف: “معظم المضادات الحيوية التي نستخدمها اليوم مصممة على غرار المنتجات الطبيعية المعزولة من الكائنات الحية مثل الفطريات والنباتات. إن استخدام الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، وغير ذلك من الأدوات الحسابية للمساعدة في تصميم مركبات جديدة وغير طبيعية يمكنها التحايل على تطور مقاومة المضادات الحيوية، لا يزال في المراحل المبكرة للغاية من التطوير”.

روي روبينز براون عالم الأحياء الدقيقة في أستراليا يقول: “نعم، سوف يكون لدينا مضادات حيوية (أعني بها أدوية مضادة للميكروبات)، لأن الناس سوف يظلون يصابون بالعدوى على الرغم من التقدم في مجال التحصين وغيره من أشكال الوقاية”.

ويوضح: “مع ذلك، فإن أدوية المستقبل ستكون مختلفة تمامًا عن تلك التي نستخدمها اليوم، والتي ستصبح قديمة الطراز خلال الخمسين عامًا القادمة. سيكون للأدوية الجديدة نطاق ضيق، مما يعني أنها ستستهدف بشكل مباشر السبب المحدد للعدوى، والذي سنحدده باستخدام اختبارات تشخيصية سريعة في نقطة الرعاية، على غرار اختبارات RATS التي نستخدمها حاليًا لتشخيص فيروس كورونا”.

تغييرات جوهرية

أما راؤول ريفاس غونزاليس عالم الأحياء الدقيقة في إسبانيا فيقول إنه في الوقت الحالي، تعد مقاومة مضادات الميكروبات سببًا رئيسيًا للوفاة على مستوى العالم، وستستمر في الارتفاع.

يضيف: “لكن في رأيي، ستظل هناك مضادات حيوية مفيدة لمكافحة الالتهابات البكتيرية خلال 50 عامًا. ولتحقيق ذلك، لا بد من الابتكار والاستثمار. وربما يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على المساعدة. يتطلب مستقبل المضادات الحيوية تغييرات جوهرية في البحث عن جزيئات نشطة جديدة وفي تصميم العلاجات التي يمكنها القضاء على البكتيريا دون تطوير المقاومة. نحن على الطريق الصحيح”.

اقرأ أيضاً:

“المضادات الحيوية” سلاح ذو حدين

خرافات حول المضادات الحيوية.. لا تصدقها

البكتيريا تزداد تطورًا.. كيف يمكننا منعها من مقاومة المضادات الحيوية؟

أضرار المضادات الحيوية على الأمعاء.. وكيفية تجنبها