أعلن النادي الأهلي السعودي تغيير شعاره، في خطوة غير معزولة، بل تندرج ضمن توجه عالمي متزايد لتحديث شعارات الأندية لأسباب تتجاوز مجرد التجديد الشكلي.
ومع إعلان النادي الجداوي عن هويته البصرية الجديدة لموسم 2025-2026، والتي تضمنت درعًا يرمز للقوة والتكامل وعبارة “وعبر الزمان سنمضي معًا”، ينضم الأهلي إلى قائمة طويلة من الأندية التي أعادت تعريف هويتها البصرية لتواكب متطلبات العصر.
تتعدد الدوافع وراء هذا التوجه، ويمكن تلخيصها في ستة أسباب رئيسية تفسر لماذا أصبحت عملية تغيير شعارات الأندية ظاهرة عالمية.
حيث تسعى الأندية لجذب قاعدة جماهيرية دولية عبر تصاميم بسيطة، ويعد نادي مانشستر سيتي الإنجليزي مثالاً بارزًا، فبعد تحوله إلى قوة عالمية، استبدل شعاره القديم بآخر دائري بسيط في عام 2016، يسهل التعرف عليه في أي مكان حول العالم.
مع الحضور الطاغي على منصات التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري تكييف شعارات الأندية لتكون واضحة على الشاشات الصغيرة.
ويُعتبر شعار إنتر ميلان الإيطالي الجديد، الذي تم إطلاقه في 2021، نموذجًا لهذا التوجه، حيث تم اختصار الأحرف في تصميم بسيط ومسطح يعمل بكفاءة كأيقونة على الهواتف الذكية.
تتأثر الهويات البصرية بموجات التصميم العالمية، مثل الانتقال إلى “التصميم المسطح” الأكثر بساطة، وهو ما فعله نادي بريستول سيتي الإنجليزي حين تخلى عن شعار النبالة المعقد وتبنى تصميمًا عصريًا يضم طائر “أبو الحناء” الذي يرمز للقب النادي.
في بعض الأحيان، يكون التغيير رسالة رمزية لبدء عهد جديد، ولعل أبرز مثال على ذلك هو التغيير الجذري الذي أجراه مالك نادي كارديف سيتي في عام 2012، حيث غير لون النادي من الأزرق التقليدي إلى الأحمر في محاولة للإعلان عن حقبة جديدة، قبل أن يعود لاحقًا إلى الهوية الأصلية بضغط جماهيري.
لم تعد الأندية كيانات رياضية فقط، وقد كان نادي يوفنتوس الإيطالي رائدًا في هذا المجال عندما استبدل عام 2017 شعاره البيضاوي الشهير بحرف “J” بسيط وأنيق، بهدف تحويل النادي إلى علامة تجارية فاخرة في عالم الموضة والترفيه.
وأخيرًا، وعلى النقيض من كل ما سبق، قد يكون الدافع هو تكريم التاريخ، وهو المسار الذي سلكه نادي أتلتيكو مدريد الإسباني مؤخرًا، فبعد سنوات من استخدام شعار محدّث، قرر النادي في 2024 العودة إلى شعاره الكلاسيكي السابق استجابة لرغبة جماهيره وتكريمًا لإرثه التاريخي.