يركز المتابعون للصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ قرابة عامين على ما يحدث في غزة، رغم أن انتهاكات الكيان المحتل في الضفة الغربية لا توصف بأقل من الفظاعة، ولكن الحملة العسكرية على القطاع المحاصر تحظى بزخم وتغطية أكبر بسبب المأساة التي تسببت بها على كافة المستويات.
شهدت الضفة الغربية تصعيدات متزايدة منذ 7 أكتوبر 2023، وهو التاريخ الذي اقتحمت فيه فصائل المقاومة المسلحة من غزة بقيادة حماس جنوبي الأراضي المحتلة، وأجهزت على فرقة عسكرية إسرائيلية كاملة، بينما سقط عدد من المستوطنين، كشفت تحقيقات لاحقة أن جيش الاحتلال قتل جموعًا منهم.
وشن جيش الاحتلال في نفس اليوم موجة عنيفة من الغارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، قبل أن يطلق حملة برية مستمرة إلى اليوم.
وبالتزامن مع الأزمة في غزة، كان للضفة الغربية نصيب من الوحشية الإسرائيلية، حيث اقترب عدد القتلى برصاص جيش الاحتلال من 900 خلال سنة و9 أشهر.
ويظهر الاعتداء المتكرر على مدن الضفة الغربية رغبة الاحتلال في التوسع الاستيطاني، حيث يطالب 14 وزيرًا من حزب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بضم الضفة الغربية، في ظل الدعم الأمريكي الحالي للتحركات الإسرائيلية.
وتتهرب الولايات المتحدة من تأكيد دعم حل الدولتين أو إدانة انتهاكات إسرائيل في الضفة الغربية، في وقت يتوسع فيه الاحتلال في بناء المستعمرات، ويهدم مدنًا وقرى بدعوى ملاحقة الإرهابيين.
وسجّلت الأشهر الأخيرة حالات لمغادرة البدو الفلسطينيون مناطقهم بفعل مضايقات وتهديدات المستوطنين المتكررة، بينما أصبحت “طولكرم” أشبه بغزة بالركام والمباني المهدمة بعد هدم الجرافات الإسرائيلية مخيمات اللاجئين.
ويبرز عنف المستوطنين المحتمين بجنود الاحتلال في حرق المحاصيل الزراعية، في الوقت الذي لا يتوقف فيه العزاء بالضفة الغربية مع سقوط القتلى في الغارات والمداهمات الإسرائيلية.
وقال المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، الدكتور ماهر النمورة، اليوم الاثنين، إن الاعتداءات على الضفة الغربية تمثّل حربًا حقيقة، بقيادة من وصفهم بعصابات وميليشيات المستوطنين.
وأشار “النمورة” ان هذه الممارسات تتماشى مع خطة وضعها وزراء اليمين الإسرائيلي تستهدف السيطرة على الأراضي الفلسطينية في الضفة.