أعلنت حركة حماس، أمس الإثنين، عن قبولها لمقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة، تم التوصل إليه بعد مفاوضات مكثفة في القاهرة بوساطة مصرية وقطرية. وتأتي هذه الموافقة في وقت حاسم، يتزامن مع تصاعد الضغط الداخلي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي واجه يوم الأحد أكبر احتجاجات شعبية منذ بدء الحرب، تطالبه بالتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن.
وفقًا لمصادر مصرية، نقلت عنها صحيفة الغارديان، يتضمن المقترح الجديد تعليقًا للعمليات العسكرية لمدة 60 يومًا، يمكن أن يمثل مسارًا للتوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب. وخلال هذه الفترة، سيتم إطلاق سراح نصف الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة والذين لا يزالون على قيد الحياة (حوالي 10 من أصل 20)، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. ويُقال إن هذا الإطار الجديد يستند إلى مقترح أمريكي سابق ويأخذ في الاعتبار الاعتراضات الإسرائيلية السابقة، وقد تم تقديمه إلى إسرائيل يوم الاثنين. ويمثل هذا المقترح الجديد لـ وقف إطلاق النار تطورًا هامًا في المفاوضات.
وجاء هذا التطور الدبلوماسي في أعقاب مظاهرات ضخمة في إسرائيل، حيث شارك أكثر من 400 ألف شخص للمطالبة بإنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة فورية. وقد حمل المتظاهرون لافتات تحمل عبارة “أتمنى أن تكون ذكراك ثورة”، في إشارة إلى الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي هيرش جولدبرج بولين الذي قُتل في الأسر في أكتوبر الماضي مع خمسة رهائن آخرين عندما اقتربت القوات الإسرائيلية من مكان احتجازهم.
قوبلت هذه الاحتجاجات برد فعل غاضب من نتنياهو، الذي اتهم المتظاهرين بأنهم “لا يشددون موقف حماس ويبعدون إطلاق سراح رهائننا فحسب، بل إنهم يضمنون أيضًا أن فظائع السابع من أكتوبر ستتكرر مرارًا وتكرارًا”. وأضاف: “لذلك، يتعين علينا إنهاء المهمة وهزيمة حماس”. كما هاجم منتدى عائلات الرهائن نتنياهو مباشرة قائلاً: “إنهم يعانون في غزة منذ 22 شهرًا، تحت إشرافك”. وتعرض لانتقادات لاذعة من المعارضة، حيث وصفه يائير غولان بأنه “الرجل الذي يكذب كما يتنفس”، متهمًا إياه بتعزيز حماس في الماضي عبر السماح بدخول أموال قطر، وإطالة أمد الحرب حاليًا من أجل “التمسك بمقعده والهرب من لجنة التحقيق”.
وعلى الرغم من الضغوط، يتمسك نتنياهو بموقفه المتشدد، حيث صرح سابقًا بأنه لن يوافق على إنهاء الحرب إلا إذا أطلقت حماس سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، وقامت بنزع سلاحها. هذا الموقف يتعارض بشكل مباشر مع المقترح الحالي الذي قبلت به حماس، والذي ينص على إطلاق سراح جزئي للرهائن مقابل وقف إطلاق النار. في ظل هذه التطورات، يجد نتنياهو نفسه في موقف صعب، محاصرًا بين ضغط الشارع الهائل وتحذيرات كبار مسؤوليه الأمنيين من جهة، وموقفه المعلن الرافض لأي اتفاق لا يحقق “النصر الكامل” على حماس من جهة أخرى.
اقرأ أيضًا:
نظام رواتب حماس السري.. كيف تدفع رواتب موظفيها الحكوميين؟
حماس توافق على إدخال المساعدات إلى الأسرى الإسرائيليين بشروط.. ما هي؟