أعلنت مصادر فلسطينية مطلعة، أمس الجمعة، أن حركة حماس قدمت ردًا وُصف بأنه “إيجابي” على مقترح هدنة غزة الذي ترعاه الولايات المتحدة، مما يفتح الباب أمام جولة جديدة وحاسمة من المفاوضات.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من الضغط الدبلوماسي المكثف الذي قادته إدارة الرئيس دونالد ترامب، والذي وصف المقترح بأنه “نهائي”. ومع تقديم حماس لردها، تنتقل العملية الآن إلى مرحلة جديدة التي ستحدد مصير هدنة غزة التي طال انتظارها.
بعد استلام رد حركة حماس، الذي قيل إنه “يسهل التوصل إلى اتفاق”، من المتوقع أن تبدأ المفاوضات غير المباشرة على الفور. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن وفدًا سيتوجه إلى الدوحة لإجراء هذه المحادثات، مشيرًا إلى أن المفاوضات قد لا تستغرق أكثر من يوم ونصف، مما يعكس وجود رغبة في حسم الأمور بسرعة.
وستتركز هذه المفاوضات على وضع اللمسات النهائية على بنود الاتفاق، بما في ذلك تقديم إسرائيل لقائمة بأسماء الرهائن الذين تريد إطلاق سراحهم، والاتفاق على هوية وعدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم في المقابل، بالإضافة إلى تحديد كمية المساعدات التي ستدخل إلى غزة خلال فترة هدنة غزة.
لكن العنصر الأكثر أهمية في هذا المقترح، والذي دفع حماس لتقديم رد إيجابي، هو بند “الضمانات الأمريكية”. حيث ينص الاقتراح على أن الولايات المتحدة ومصر وقطر سيضمنون إجراء “مناقشات جادة” حول الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق النار الدائم خلال فترة الـ 60 يومًا، وهو ما يعالج المطلب الرئيسي للحركة بضرورة أن تفضي أي هدنة غزة إلى إنهاء كامل للحرب.
تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا في دفع هذا الاتفاق. فقد أكد الرئيس ترامب أن إسرائيل وافقت على “الشروط اللازمة لإتمام” الصفقة، وأشار إلى أنه سيكون “حازمًا للغاية” مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال اجتماعهما المرتقب في واشنطن يوم الاثنين، بشأن الحاجة لوقف سريع لإطلاق النار.
ومع ذلك، لم يصدر نتنياهو أي تعليق علني يؤيد فيه المقترح الذي أعلنه ترامب، ولا تزال تصريحاته العلنية تشدد على ضرورة نزع سلاح حماس، وهو ما ترفضه الحركة. هذا التباين بين الموقف الأمريكي المعلن والصمت الإسرائيلي الرسمي يضيف عنصرًا من عدم اليقين حول إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي لـ هدنة غزة.
وفي غضون ذلك، يستمر الوضع الميداني في غزة بالتصعيد، حيث أفادت السلطات الصحية بمقتل 138 فلسطينيًا على الأقل خلال الـ 24 ساعة الماضية، في هجمات إسرائيلية شملت غارة جوية على مخيم للنازحين في خان يونس، مما يؤكد على الحاجة الملحة للتوصل إلى هدنة غزة.