في لحظة غير متوقعة، أُعلن انفصال الفنان المصري كريم محمود عبد العزيز عن زوجته «آن الرفاعي» بعد زواج استمر 14 عامًا وأثمر عن ثلاث بنات.
الخبر الذي بدا للوهلة الأولى شخصيًا بحتًا، لكنه سرعان ما تحوّل إلى نقاش أوسع حول ما يجعل زيجات المشاهير أكثر هشاشة أمام ضغوط الحياة اليومية والأضواء الكاشفة. فهل يمكن للشهرة أن تكون لعنة على العلاقات الإنسانية، مهما بلغت قوة الحب في بدايتها؟
شهدت الفترة الأخيرة توترًا متصاعدًا بين كريم وزوجته، بحسب ما كشف مصدر مقرب لـ«العربية.نت». أوضح المصدر أنّ الخلافات بينهما بلغت مرحلة لا يمكن إصلاحها، لكنهما حرصا على أن تظل العلاقة بينهما ودّية «حتى لا يتأثر بناتهما الثلاث بهذه الخطوة». لذلك، اتفق الثنائي على اللقاء في أماكن عامة من وقت لآخر، حفاظًا على حياة بناتهما من أي شعور فجائي بتغيّر جذري.
يأتي هذا الانفصال بعد زواج بدأ في عام 2011، حين ارتبط كريم بآن الرفاعي عقب قصة حب قصيرة، وكان يبلغ حينها 26 عامًا. أقيم حفل زفافهما في أحد الفنادق الكبرى المطلة على نيل القاهرة، وسط حضور فني لافت.
واليوم، وبعد أن بلغ كريم عامه الأربعين، يبدو أن مسيرته الشخصية تتقاطع مرة أخرى مع تحديات الشهرة التي لطالما أثّرت في حياته المهنية والعائلية.
لا يُعد انفصال كريم استثناءً بين المشاهير، حيث تشير الدراسات تشير إلى أن ضغوط العمل المرهق، السفر المتواصل، وتداخل الحياة العامة مع الخاصة تجعل العلاقات الزوجية أقل استقرارًا.
وفق مجلة Psychology of Popular Media Culture (2014)، يمكن لجدول العمل المتشابك والإجهاد النفسي الناتج عن المنافسة أن يضعف الروابط الأسرية بمرور الوقت.
لا يتوقف الأمر عند الضغوط المهنية. فالإعلام والجمهور يضعان العلاقات تحت مجهر دائم، ما يفتح الباب أمام الشائعات، ويُغذي مشاعر عدم الثقة. وتذهب دراسة Publicising Private Lives (2009) لباحثة الإعلام كيم ماكنمارا إلى أنّ «انعدام الخصوصية يعيد تشكيل العلاقات الشخصية بشكل دراماتيكي، حيث يصبح الحفاظ على الزواج وسط أضواء الشهرة معركة بحد ذاته».
تُظهر التجارب أنّ المشاهير لا يخشون كثيرًا من الانفصال بسبب غياب العوائق الاقتصادية، فكل طرف عادةً ما يمتلك مصادر دخل قوية، ما يجعل قرار الانفصال أقل كلفة وأسرع تنفيذًا.
إلى جانب ذلك، تنتشر عقود الزواج المسبقة التي تنظّم الحقوق المالية، ما يُزيل إحدى أكثر العقبات التي تواجه الأزواج العاديين عند الطلاق.
ليس بالضرورة. لكن وتيرة الحياة المتسارعة، والإرهاق النفسي، وتدخل الإعلام تجعل العلاقة الزوجية في الوسط الفني بحاجة إلى جهد مضاعف.
وتؤكد دراسة حديثة بعنوان «Presentation of Celebrities’ Private Life through Social Media»، أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تسرّع من تفكك العلاقات بسبب الضغط المستمر لعرض الحياة الخاصة أمام الملايين. ورغم كل ذلك، يحرص بعض النجوم، مثل كريم، على إبقاء صورة الأسرة متماسكة أمام أبنائهم، حتى لو انتهى الزواج قانونيًا.
