إنفوجرافيك| زهران ممداني.. أول عمدة مسلم في نيويورك

نوفمبر ٥, ٢٠٢٥

شارك المقال

إنفوجرافيك| زهران ممداني.. أول عمدة مسلم في نيويورك

شهدت مدينة نيويورك تحولًا سياسيًا غير مسبوق بعد إعلان فوز، زهران ممداني، بمنصب العمدة، ليصبح بذلك أول مسلم وأول أميركي من أصول جنوب آسيوية يتولى قيادة أكبر المدن الأميركية وأكثرها تأثيرًا. ويأتي هذا الفوز في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى تجديد الوجوه السياسية وتقديم نماذج شبابية تعبّر عن تنوع المجتمع الأميركي وتحدياته الاقتصادية والاجتماعية.

وثمل ممداني، البالغ من العمر 34 عامًا، الجيل الجديد من السياسيين التقدميين الذين صعدوا بسرعة لافتة داخل الحزب الديمقراطي. فبعد فوزه الساحق في الانتخابات، ألقى خطابًا أمام أنصاره مساء الثلاثاء قال فيه: “لقد تحدث سكان نيويورك بصوت واحد: الأمل ما زال حيًا، وسنثبت أن المستحيل يمكن تحقيقه”.

ممداني من الهامش إلى الواجهة

ولد زهران ممداني في أوغندا لأبوين من خلفية أكاديمية وثقافية بارزة، إذ تعمل والدته، ميرا ناير، مخرجة سينمائية معروفة، بينما يشغل والده، البروفيسور محمود ممداني، منصبًا أكاديميًا في جامعة كولومبيا. وعندما كان في السابعة من عمره انتقلت العائلة إلى نيويورك حيث نشأ في أحد أحياء كوينز وتلقى تعليمه في مدرسة برونكس الثانوية للعلوم، ثم حصل على شهادة في الدراسات الأفريقية من كلية بودوين.

وقبل دخوله عالم السياسة، عمل ممداني مستشارًا للإسكان، وساهم في مساعدة الأسر محدودة الدخل على تجنب الإخلاء. هذا العمل الميداني، كما يقول، شكّل أساس وعيه الاجتماعي والسياسي، ودفعه إلى خوض المعترك العام دفاعًا عن العدالة السكنية وحقوق الفقراء. واستطاع ممداني خلال حملته الانتخابية أن يحشد قاعدة شعبية واسعة من الشباب والعمال والمهاجرين، معتمدًا على تواصله المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومقاطع الفيديو التي تحدث فيها بلغات متعددة، من بينها العربية والأردية والإسبانية.

وتركز برنامجه الانتخابي على قضايا المعيشة والعدالة الاقتصادية، مثل تجميد الإيجارات لمدة أربع سنوات، وتوفير النقل العام المجاني، وزيادة الحد الأدنى للأجور تدريجيًا إلى 30 دولارًا في الساعة بحلول عام 2030، بالإضافة إلى توسيع نطاق دعم رعاية الأطفال وتحسين جودة الخدمات العامة. وفي المقابل، يعتزم ممداني تمويل هذه الخطط عبر فرض ضرائب إضافية على الأثرياء وزيادة ضريبة الشركات إلى 11.5%، ما أثار مخاوف بعض رجال الأعمال الذين حذروا من “هروب الاستثمارات من المدينة”. لكن فريق ممداني يرى أن هذه الخطوات ضرورية “لإعادة التوازن إلى اقتصاد يخدم القلة على حساب الأغلبية”.

ورغم احتفائه بالدعم الشعبي الكبير، فإن العمدة الجديد سيواجه تحديات سياسية واقتصادية معقدة. فقد أعلنت حاكمة نيويورك، كاثي هوشول، رفضها لأي رفع للضرائب على الأثرياء، معتبرة أن ذلك قد يضر بالتنافسية الاقتصادية للولاية. أما الجمهوريون، وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب، فقد شنّوا هجومًا حادًا على ممداني، واصفينه بـ”اليساري المتطرف”. وردّ ممداني خلال خطابه الانتخابي على تلك الانتقادات قائلًا: “إذا كانت هذه المدينة قد أنجبت دونالد ترامب، فهي أيضًا المدينة التي ستُظهر للعالم كيف تُهزم سياساته”.

رمزية فوز زهران ممداني

يحمل فوز ممداني رمزية خاصة في بلد تتزايد فيه النقاشات حول الهوية والتنوع والتمثيل السياسي. فاختيار ناخبي نيويورك لشاب مسلم من أصول إفريقية وآسيوية يعكس رغبة المدينة في تجاوز الانقسامات السياسية والعرقية التي عمّقتها السنوات الأخيرة. ويرى محللون أن هذا الفوز قد يعيد رسم ملامح الحزب الديمقراطي في المرحلة المقبلة، إذ يُتوقع أن يعزز حضور التيار التقدمي داخل الحزب ويحفّز شخصيات شابة أخرى على خوض غمار السياسة.

ومن المقرر أن يتسلم ممداني مهامه رسميًا في يناير المقبل، ليبدأ ولاية تمتد لأربع سنوات، تواجه خلالها المدينة تحديات كبيرة تتعلق بالأمن والإسكان والاقتصاد. وقد تعهد في أول تصريح بعد فوزه بأن تكون “بلدية نيويورك بيتًا لكل من يشعر أنه على الهامش”. وقال في ختام خطابه: “نحن لا نبدأ مجرد إدارة جديدة، بل فصلًا جديدًا في قصة هذه المدينة — فصلًا يُكتب بأصوات سكانها جميعًا، لا بأقلام أصحاب النفوذ وحدهم”.

اقرأ أيضًا:
هل يجرّد ترامب إيلون ماسك وزهران ممداني من جنسيتهم؟
ترامب يهدد المرشح لمنصب لعمدة نيويورك زهران ممداني.. ما السبب؟
إنفوجرافيك| زهران ممداني.. مسلم يغيّر وجه السياسة في نيويورك

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech