يوليو ٨, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
الاحتلال يكشف كواليس جديدة لقرار الحرب على إيران

كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس الاثنين، عن تفاصيل لشهور من التخطيط السري والمداولات الداخلية التي سبقت الحرب مع إيران. وأوضح كاتس خلال إحاطة كيف تطورت الخطة من عملية إسرائيلية محتملة ومحدودة، إلى هجوم واسع النطاق بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مرورًا بلحظات من الشك والتردد وتغيير الأهداف الاستراتيجية، وصولًا إلى اللحظات الأخيرة التي كادت أن تشهد هجومًا إسرائيليًا مضادًا أوقفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدقائق الأخيرة.

خطة إسرائيلية منفردة ومخاوف من الدور الأمريكي

بحسب ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، بدأ التخطيط الجدي بعد أيام قليلة من تولي يسرائيل كاتس منصب وزير الدفاع في 11 نوفمبر 2024. فبعد تلقيه إحاطة حول العمليات ضد إيران، أصدر كاتس تعليماته للجيش الإسرائيلي بأن يكون مستعدًا لشن ضربة في وقت مبكر من شهر أبريل. وفي تلك المرحلة الأولية، كان القلق الأكبر لدى كاتس هو احتمال عدم انضمام الولايات المتحدة إلى الهجوم، وهو ما دفعه لتوجيه الجيش بالاستعداد لتنفيذ المهمة بشكل منفرد، مع إدراك أن عدم المشاركة الأمريكية سيقلل من القدرة على إلحاق أضرار جسيمة بمنشأة فوردو النووية المحصنة تحت الجبل.

ومع مرور الوقت، بدأت الأهداف الاستراتيجية للعملية تتوسع. فبحلول 25 ديسمبر 2024، أصبحت الاجتماعات بين كاتس وكبار مسؤولي الجيش تركز بشكل أكثر جدية على إمكانية اغتيال قائمة تضم حوالي 13 عالمًا نوويًا إيرانيًا، حيث صُنِّفُوا ضمن فئات ملونة (أحمر، برتقالي، أخضر) تشير إلى مدى جاهزية خطط استهدافهم. وخلال هذه الفترة، شدد كاتس على ضرورة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين كمسألة أخلاقية ولتجنب رد إيراني يستهدف المدنيين الإسرائيليين.

وفي فبراير 2025، توسعت الأهداف لتشمل ليس فقط البرنامج النووي، بل أيضًا برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، مع التركيز بشكل خاص على إلحاق الضرر بمنشأة أصفهان النووية. كما ناقش المسؤولون في مارس سبل إلحاق الضرر بقدرات القيادة والسيطرة لدى كبار القادة الإيرانيين.

العد التنازلي للحرب على إيران

شهدت الفترة من أبريل إلى يونيو تصعيدًا في مستويات الاستعداد العسكري. ففي 17 أبريل، أمر كاتس الجيش بالانتقال إلى مستوى استعداد P+14، أي الجاهزية لشن هجوم في غضون أسبوعين. وفي هذه المرحلة، كانت الشكوك لا تزال كبيرة حول المشاركة الأمريكية المباشرة، وكانت عملية “نارنيا” لاغتيال كبار المسؤولين الإيرانيين مجرد خطة طوارئ للرد على أي هجوم إيراني مضاد.

وفي 27 أبريل، لم يقدم قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، أي ضوء أخضر للمشاركة الأمريكية خلال لقائه برئيس أركان الجيش الإسرائيلي. لكن وتيرة الاستعدادات تسارعت، وفي 20 مايو، تم رفع مستوى الاستعداد إلى “P+7” (جاهزية خلال أسبوع). وفي 22 مايو، أجرت إسرائيل والولايات المتحدة مناورات حربية مشتركة، قبل أن يؤكد قادة سلاح الجو والمخابرات في 27 مايو لكاتس أنهم مستعدون تمامًا لبدء العملية.

وبحلول الرابع من يونيو، تم رفع الاستعداد إلى “P+3″، وفي التاسع من يونيو، أمر نتنياهو وكاتس بتحديد موعد الحرب في 12 و 13 يونيو، بناءً على معلومات استخباراتية تشير إلى أن هذا هو الوقت الأكثر ملاءمة للضربة.

دور ترامب واللحظات الأخيرة قبل التراجع

كشف كاتس أن الرئيس ترامب أوضح خلال الحرب أن نجاح إسرائيل سيشجعه على التحرك. وفي 18 يونيو، أعلن ترامب أنه سيمنح إيران أسبوعين للموافقة على شروط نووية قبل أن يقرر ما إذا كان سيهاجمها. لكن في وقت لاحق من نفس المساء، أبلغ نتنياهو بأنه قرر بالفعل تنفيذ الهجوم.

ووصلت الأحداث إلى ذروتها في 24 يونيو، عندما كانت الطائرات الإسرائيلية في طريقها لتنفيذ رد انتقامي على انتهاك إيراني لوقف إطلاق النار. وبينما كان كاتس يتلقى تقارير بأن الطائرات على بعد دقائق فقط من إطلاق النار، جاء الأمر من الرئيس ترامب بالتراجع. وبناءً على ذلك، قرر نتنياهو الاكتفاء بهجوم رمزي على منصتي رادار صغيرتين واستدعى معظم الطائرات، منهيًا بذلك فصلاً من الشد والجذب استمر لشهور.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

إنفوجرافيك| حرب منسية.. انتهاكات إسرائيل في الضفة الغربية

المقالة التالية

تقديم كلية الملك خالد العسكرية 1447.. الموعد والرابط