logo alelm
أبرز العقبات التي قد تعرقل عملية السلام في أوكرانيا

رغم التفاؤل الحذر الذي أعقب اللقاء الثاني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي، فإن الطريق نحو إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا لا يزال مليئًا بالتحديات.

فرغم الإشادة الأوروبية بما جرى، وتأكيد زيلينسكي أن الاجتماع يمثل “خطوة مهمة نحو إنهاء هذه الحرب”، فإن التقدم الملموس على الأرض كان محدودًا، الأمر الذي قد يمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مزيدًا من الوقت لترسيخ مكاسبه.

الضمانات الأمنية.. معضلة أساسية لأوكرانيا

تُعد الضمانات الأمنية من أبرز القضايا التي تعرقل التوصل إلى اتفاق سلام شامل، فأوكرانيا تصر على الحصول على ضمانات تكفل قدرتها على التصدي لأي هجوم روسي مستقبلي.

وهذا يتطلب بناء جيش أوكراني قوي مدعومًا بالسلاح والتدريب من شركاء غربيين.

ويطرح هذا المطلب تساؤلات حول آلية التطبيق، إذ يشبه إلى حد كبير تفويض الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يرى أي هجوم على دولة عضو هجومًا على الجميع، ورغم انضمام تحالف يضم أكثر من 30 دولة – منها الأوروبية واليابان وأستراليا – لدعم المبادرة الأمنية، فإن الدور الأمريكي يظل غير واضح، خاصة في ظل رفض ترامب إرسال قوات أمريكية للدفاع عن أوكرانيا.

ومن جانبها، أعلنت روسيا مرارًا رفضها لأي وجود لقوات الناتو في أوكرانيا، ما يجعل هذه الضمانات الأمنية نقطة خلاف حاسمة قد تعطل أي اتفاق.

وقف إطلاق النار.. مطلب أوكراني لم يتحقق

رغم دعوات أوكرانيا والدول الأوروبية الداعمة لها لوقف إطلاق النار كخطوة نحو التهدئة، فإن بوتين يرفض هذا الخيار، مستفيدًا من التقدم البطيء لكن الثابت لقواته داخل الأراضي الأوكرانية.

وقد حاول ترامب الضغط على موسكو بتهديدات بالعواقب إذا لم تُقبل هدنة، لكنه سرعان ما تراجع، معتبرًا أن التركيز يجب أن ينصب على اتفاق سلام شامل، ومع ذلك، فإن مسألة وقف إطلاق النار تبقى أساسية، خصوصًا أنها تحدد حجم الأراضي التي ستبقى تحت سيطرة روسيا عند التوصل لأي اتفاق نهائي مع أوكرانيا.

الأراضي الأوكرانية المحتلة.. جوهر النزاع

تشكل مسألة الأراضي الأوكرانية المحتلة العقبة الأكبر أمام السلام، فبوتين يطالب أوكرانيا بالتنازل عن دونباس، الذي يضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك، إضافة إلى استمرار سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم وأجزاء من أربع مناطق أخرى، وبذلك تسيطر موسكو على نحو خُمس مساحة أوكرانيا.

لكن الدستور الأوكراني يمنع أي تقسيم للبلاد، وهو ما يؤكد زيلينسكي أنه خط أحمر، وقد شدد على أن التخلي عن الأراضي سيكون بمثابة تمهيد لغزو روسي جديد في المستقبل.

ومن جانبهم أكد القادة الأوروبيون أن قضية الأراضي لم تُناقش بجدية في اللقاء الأخير، ما يترك الباب مفتوحًا أمام مواجهة سياسية وعسكرية طويلة الأمد.

لقاء زيلينسكي وبوتين.. حلم بعيد المنال

اقترح زيلينسكي مرارًا عقد لقاء مباشر مع بوتين للتوصل إلى اتفاق سلام، حتى أنه تحدى الزعيم الروسي للحضور إلى تركيا في مايو الماضي، لكن موسكو رفضت الفكرة، وحاول ترامب إعادة إحياء هذه المبادرة بالإعلان عن ترتيبات للقاء يجمع الطرفين، لكنه اصطدم برفض روسي غير معلن، حيث لم تُظهر موسكو أي استعداد لمثل هذا الاجتماع.

القادة الأوروبيون يدركون أن بوتين لا يرغب في مقابلة زيلينسكي، وأنه يعارض تمامًا وجود قوات غربية في أوكرانيا، ومع ذلك، يسعى هؤلاء القادة إلى رفع سقف التوقعات لإجبار بوتين على الظهور بمظهر الرافض أمام الرأي العام الدولي، في محاولة لممارسة ضغط غير مباشر عليه.

هل ستنتهي الحرب الروسية على أوكرانيا قريبًا؟

تُظهر هذه العقبات أن الطريق نحو السلام في أوكرانيا لا يزال طويلًا ومعقدًا. فبين الضمانات الأمنية التي تصر عليها كييف، ورفض موسكو لأي وجود غربي، وبين وقف إطلاق النار الذي لا تراه روسيا في مصلحتها حاليًا، وصولًا إلى الأراضي المحتلة التي تمثل جوهر النزاع، يبدو أن الحلول الوسط بعيدة المنال.

إن أي اتفاق مستقبلي سيتوقف على قدرة أوكرانيا وحلفائها على إيجاد صيغة تُقنع روسيا بالتراجع دون أن تُلحق ضررًا بالسيادة الأوكرانية، وحتى ذلك الحين، ستظل أوكرانيا في مواجهة مفتوحة مع تحديات سياسية وعسكرية قد تمتد لسنوات.

يمكنك أن تقرأ أيضًا:

ترامب يزعم أنه أنهى 6 حروب.. هل هذا صحيح؟

بعد موافقة حماس.. تفاصيل المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في غزة

نتنياهو يحدد “شروط النصر” الخمسة في غزة

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

ترامب يزعم أنه أنهى 6 حروب.. هل هذا صحيح؟

المقالة التالية

بذراع واحدة.. خبراء يكشفون سر مشية بوتين الغريبة