قال الكاتب السياسي الدكتور فيصل السميري إن الجميع تفاجأ بما حدث من دولة الإمارات الشقيقة خاصة أنها شريك استراتيجي للمملكة في "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، وأن هناك خفايا لم تكن معروفة ظهرت اليوم إلى السطح.
حدود المملكة وأمنها الاستراتيجي خط أحمر
أضاف السميري في تصريحات لقناة الإخبارية أن الرسالة الآن وصلت واضحة لدولة الإمارات وهي أن حدود المملكة وأمنها الاستراتيجي خط أحمر، ولا يمكن أن تسمح لأحد بأن يقترب منها.
وأشار فيصل السميري إلى أن العالم كله شاهد اليوم الحقيقة بالصور والأدلة الدامغة التي لا تقبل الشك بأن هذه السفن تحركت وعبرت البحر من ميناء الفجيرة إلى ميناء المكلا، في عملية تخفي دقيقة جدًا، من خلال إغلاق أجهزة التتبع وإطفاء أجهزة الإنذار، ثم فرغت حمولتها في ميناء المكلا.
وشدد السميري على أن المملكة لديها جهاز استخباراتي محترف استطاع رصد هذه السفن منذ تحركها وأن عمله تواصل لمعرفة أين سترسو تلك السفن، كما تم إنذار المدنيين، ثم تم العمل على اتلافها.
وأوضح الكاتب السياسي الدكتور فيصل السميري أن ما حدث من محاولة نقل أسلحة من هذه النوعية هو محاولة لاستنساخ الحالة السودانية، دون مراعاة أمن المملكة.
بيان الخارجية السعودية
كانت الخارجية السعودية قد أعربت عن أسفها إزاء ما وصفته بضغوط مورست على فصائل محلية للقيام بتحركات عسكرية قرب الحدود الجنوبية للمملكة، وهو ما اعتبرته الرياض تهديدًا مباشرًا لأمنها الوطني وللاستقرار في المنطقة.
وأشارت الخارجية السعودية في بيان لها إلى وجود تباين في الرؤى بشأن إدارة الملف الأمني في محافظتي حضرموت والمهرة.
وأوضح البيان أن ممارسة ضغوط لتنفيذ عمليات عسكرية بالقرب من حدودها الجنوبية يمثل تحديًا للأمن الوطني، مؤكدة في الوقت ذاته أن أمن اليمن واستقرار المنطقة يظلان الأولوية القصوى التي تجمع أطراف التحالف، وأن أي إجراء يخرج عن إطار التنسيق الرسمي قد يؤثر على الجهود المبذولة لتحقيق السلام.
وجاءت هذه التطورات بعد رصد تحركات لسفن شحن من ميناء الفجيرة إلى ميناء المكلا في اليمن، وصفتها قيادة القوات المشتركة بأنها تمت دون الحصول على التصاريح المعتادة.
وترى المملكة أن العودة إلى العمل وفق الأسس التنظيمية للتحالف هي الضمانة الوحيدة لمنع أي سوء فهم قد يطرأ بين الشركاء، مشددة على ضرورة الالتزام بالبروتوكولات العسكرية المتفق عليها مسبقًا.
وحثت المملكة في هذا الصدد الجانب الإماراتي على التجاوب مع طلب الحكومة في اليمن المتعلق بإعادة تموضع القوات والخروج خلال أربع وعشرين ساعة، مع التأكيد على أهمية تركيز الدعم في المسارات الرسمية فقط.
واختتمت المملكة رؤيتها بالتأكيد على أن الروابط الأخوية وحسن الجوار بين دول مجلس التعاون الخليجي هي الإطار الأسمى لمعالجة كافة الخلافات.
استجابة إماراتية
أنهت القوات الإماراتية وجودها العسكري بالكامل في الأراضي اليمنية، اليوم الثلاثاء، في خطوة تأتي عقب توتر دبلوماسي لافت وتنسيق مع الشركاء المعنيين لضمان سلامة العناصر وتجنب تداعيات التصعيد الميداني الأخير، حيث أعلنت وزارة الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة، إنهاء مهام ما تبقى من فرقها العسكرية المختصة في مكافحة الإرهاب، مؤكدة أن هذا القرار يأتي بمحض إرادتها لضمان أمن منسوبيها.
وأوضحت الوزارة أن حضور القوات الإماراتية الذي بدأ منذ عام 2015 ضمن التحالف العربي، قد حقق أهدافه الرئيسية في دعم الشرعية ومكافحة التنظيمات الإرهابية، مشيرة أن التواجد العسكري الرئيسي كان قد انتهى فعليًا في عام 2019، واقتصر منذ ذلك الحين على فرق فنية مختصة.
وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من ضغوط دبلوماسية مارستها الرياض، حيث شددت السعودية على ضرورة استجابة أبوظبي لطلب الرئاسة اليمنية بإنهاء تواجد القوات الإماراتية خلال 24 ساعة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
حضرموت والمهرة.. ملاذ آمن تجنيبه للنزاع ضرورة استراتيجية











