يرى محللون أن استئناف حرب إيران والاحتلال أمر وارد، في ظل التصريحات الحادة المتبادلة بين الطرفين مع تداخل أمريكي، ما يهدد استمرار وقف إطلاق النار.
وتتواصل هدنة حرب إيران والاحتلال منذ نحو 5 أيام، وهي الفترة التي استغلتها طهران في تشييع قادتها العسكريين وعلمائها النووين.
على الرغم من الاتفاق الذي من المفترض أن يخفض وتيرة التصعيد، شهدت الفترة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ تراشق بالتصريحات.
نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أعلن بنفسه وقبل الجميع وقف حرب إيران والاحتلال، تقاير إعلامية عن نية إرادته مساعدة طهران لبناء “نووي مدني” لتوليد الطاقة.
وأكد “ترامب” أنه سيعاود قصف إيران حال تحركها لتخصيب اليورانيوم عسكريًا، فيما طالبت الخارجية الإيرانية الرئيس الأمريكي بالتخلي عن نبرته المهينة تجاه خامنئي قبل التوصل لاتفاق مع طهران.
وأكد الكاتب سيمون تيزدال في عموده بصحيفة “الغارديان” البريطانية أن حرب إيران والاحتلال لم تنته بعد، رغم الحديث عن وقف إطلاق نار، ويشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يستغل استمرار الدمار لتعزيز الدعم الداخلي وتجاوز خصومه.
ويرى تيزدال أن نتنياهو ليس مستعدًا للتخلي عن سيطرته على المجال الجوي الإيراني، ومن المرجح أن يستهدف إيران مرة أخرى إذا كان ذلك يخدم مصالحه السياسية، خاصة مع احتمالية سعيه لإجراء انتخابات مبكرة.
ويربط الكاتب ذلك بسجل نتنياهو في غزة، حيث سعى إلى إخضاع القطاع منذ مارس الماضي، وشهدت مناطق مثل رفح أيامًا دامية بشكل شبه يومي، بالإضافة إلى القصف الإسرائيلي في لبنان وسوريا.
ويشير تيزدال إلى أن نتنياهو، على عكس معظم الناس الذين يكرهون “الحروب الأبدية”، يرى السلام عدوًا له، وأن استمرار الحرب يبقيه في السلطة بعيدًا عن السجن، ويعتقد الكاتب أن إسرائيل تسعى إلى إبقاء إيران ضعيفة ومنقسمة، لا تشكل أي تهديد لمصالح إسرائيل الاستراتيجية، ويمكن معاقبتها متى شاءت، وذلك من خلال السيطرة على الأجواء الإيرانية ومتابعة الهجمات الإلكترونية السرية والتخريب والاغتيالات.
وكتب “تيزدال” أن إيران، التي اهتزت بفعل الحديث عن تغيير النظام ومقتل حلفاء بارزين، قد تلجأ إلى تصعيد داخلي وخارجي، ويتوقع أن النظام قد يسارع سرًا لبناء سلاح نووي أو شرائه.
وفيما يتعلق بالدور الأمريكي، يرى تيزدال أن تدخلات الرئيس دونالد ترامب المتهورة وغير المدروسة في أوكرانيا وغزة وإيران جعلت العالم أكثر خطورة.