logo alelm
الأمم المتحدة: عام 2024 كان الأكثر دموية بالنسبة لعمال الإغاثة

كشفت بيانات الأمم المتحدة أنّ عام 2024 كان الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة لعمال الإغاثة، حيث قُتل 383 منهم في مناطق الصراع حول العالم، لكن اللافت أنّ نصف هذا العدد تقريبًا كان في غزة، التي لا تزال تعيش تبعات الحرب المستمرة التي شنتها إسرائيل على القطاع ردًا على هجوم 7 أكتوبر، وتجسد هذه الأرقام، بحسب خبراء ومحللين، حجم المخاطر غير المسبوقة التي تواجه المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.

غزة بؤرة استهداف عمال الإغاثة

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من 180 من عمال الإغاثة قُتلوا في غزة خلال العام الماضي، كثير منهم قضوا أثناء أداء عملهم أو حتى داخل منازلهم، وتأتي هذه الإحصاءات لتؤكد أنّ الصراع في غزة لم يعد يهدد فقط أرواح المدنيين، بل امتد ليضرب بعمق المنظومة الإنسانية نفسها.

انتقادات حادة للمجتمع الدولي

وصف توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، الوضع بأنه “إدانة مخزية للتقاعس الدولي”، مؤكداً أنّ غياب المساءلة عن هذه الجرائم يفتح الباب لمزيد من الانتهاكات.

وأضاف أن حماية المدنيين وعمال الإغاثة يجب أن تكون أولوية قصوى في أي مسار سياسي أو تفاوضي.

هجمات غزة مثال صارخ لانتهاك القوانين الدولية

من بين الحوادث المروعة التي هزّت الرأي العام، ما وقع في مدينة رفح جنوب غزة في مارس الماضي، حين قُتل 15 مسعفًا في هجوم إسرائيلي استهدف مركبات إسعاف تحمل علامات واضحة، حيث لم تتمكن فرق الإنقاذ ولا الأمم المتحدة من الوصول إلى الموقع إلا بعد أسبوع، بعد أن دُفن الضحايا في مقبرة جماعية.

هذه الحادثة، وغيرها من الهجمات، سلطت الضوء على حجم انتهاك القوانين الدولية – التي تنص على ضرورة حماية المدنيين وعمال الإغاثة – وتكشف حجم المخاطر التي يتعرض لها عمال الإغاثة في غزة.

اتجاه تصاعدي خطير

تشير قاعدة بيانات أمن العاملين الإنسانيين إلى أنّ الهجمات لم تتراجع، بل ارتفعت بشكل كبير؛ حيث سُجل 599 هجوماً رئيسياً في 2024، مقارنة بـ420 في 2023، وأسفرت هذه الاعتداءات عن إصابة أكثر من 300 واختطاف 125 آخرين.

ورغم ذلك، تبقى غزة الساحة الأكثر خطورة، حيث قُتل فيها 173 عامل إغاثة حتى النصف الأول من 2025.

دعوات عاجلة للحماية والمساءلة

يرى محللون أنّ استمرار استهداف عمال الإغاثة في غزة وبؤر صراع أخرى مثل السودان وأوكرانيا، يعكس فشل النظام الدولي في فرض حماية حقيقية لهم، ومع تصاعد الانتقادات، تجددت المطالبات بتدخل فاعل من مجلس الأمن لوقف الانتهاكات وضمان المساءلة.

يمكنك أن تقرأ أيضًا:

بعد موافقة حماس.. تفاصيل المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في غزة

أبرز العقبات التي قد تعرقل عملية السلام في أوكرانيا

بذراع واحدة.. خبراء يكشفون سر مشية بوتين الغريبة

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

بذراع واحدة.. خبراء يكشفون سر مشية بوتين الغريبة

المقالة التالية

إبراهيم عبدالملك علبي.. صوت سوريا الجديد في الأمم المتحدة