قال مجموعة من الباحثين في الهند إنهم تمكّنوا أخيرًا من كشف سر تكوّن “ثقب الجاذبية”، بعد أكثر من 7 عقود من الزمن على اكتشافه لأول مرة، فما تفاصيل دراستهم الجديدة؟
ما هو ثقب الجاذبية؟
يعبّر مصطلح ثقب الجاذبية عن منطقة في المحيط الهندي، والتي تكون فيها الجاذبية الأرضية أضعف، مقارنة بأي مكان آخر على الكوكب، ومستوى سطح البحر بها منخفض عن مساحات المياه الأخرى على الأرض بأكثر من 100 متر.
اكتشف الجيوفيزيائي الهولندي فيليكس أندريس فينينج ماينز، هذا الموقع في عام 1948، خلال مسح للجاذبية من سفينة كان على متنها، وظلت هذه الظاهرة لغزًا طوال العقود التالية.
كيف تكوّن ثقب الجاذبية؟
وجد باحثون من المعهد الهندي للعلوم في بنغالورو، أنه التفسير الأكثر موثوقية لتكوين هذا الانحراف عن مستويات الجاذبية وسطح المياه المتعارف عليها، هو أعمدة من الصهارة تأتي من أعماق الكوكب، مثل تلك التي تؤدي إلى تكوين البراكين.
والصهارة أو “الماغما”، هي مجموعة من الصخور المنصهرة أو شبه المنصهرة، تحتوي على مواد معدنية، تتكون تحت القشرة الأرضية.
للوصول إلى هذه الفرضية، استخدم الفريق البحثي حواسيب عملاقة لمحاكاة سلوك القشرة الأرضية في المنطقة على مدى عشرات ملايين السنين.
قالت المشاركة في الدراسة، أتريي غوش، وهي عالمة جيوفيزيائية وأستاذة مشاركة في مركز علوم الأرض التابع للمعهد الهندي للعلوم: ” الأرض في الأساس عبارة ليست منتظمة، فكوكبنا ليس متجانسًا في كثافته وخصائصه، حيث تكون بعض المناطق أكثر كثافة من غيرها، وهو ما يؤثر على سطح الأرض وجاذبيتها”.
وأوضحت غوش: “إذا سكبت الماء على سطح الأرض، فإن المستوى الذي يصل إليه الماء يسمى الجيود، ويتحدد هذا المستوى على أساس الاختلافات في كثافة المواد ومقدار الكتلة الموجودة تحتها”.
وأضافت: “يُعد ثقب الجاذبية في المحيط الهندي، الذي يُطلق عليه منخفض الجيود، أدنى نقطة في مستويات السطح على الكوكب، ويغطي حوالي 3 ملايين كيلومتر مربع.
استخدمت غوش وزملاؤها نماذج الكمبيوتر لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء 140 مليون سنة، حيث قالت: “لدينا بعض المعلومات حول شكل الأرض في ذلك الوقت، حين كانت القارات والمحيطات في أماكن مختلفة جدًا عما هي عليه الآن”.
أجرى الفريق 19 محاكاة، وجرّبوا سيناريوهات مختلفة لحركة الصفائح التكتونية وسلوك الصهارة، داخل الطبقة السميكة من باطن الأرض التي تقع بين اللب والقشرة.
في ستة من التجارب التي أجريت، تشكلت طبقة جيود منخفضة مشابهة لتلك الموجودة في المحيط الهندي.
أوضح غوش أن العامل المميز في جميع هذه النماذج الستة هو وجود أعمدة من الصهارة حول منخفض الجيود، والتي يُعتقد أنها مسؤولة عن تكوين “ثقب الجاذبية”.
قالت غوش إن الأعمدة نفسها نشأت من اختفاء محيط قديم حيث انجرفت اليابسة الهندية واصطدمت في النهاية بآسيا قبل عشرات الملايين من السنين.
وواصلت: “كانت الهند في مكان مختلف تمامًا قبل 140 مليون سنة، وكان هناك محيط بين الصفيحة الهندية وآسيا، ثم بدأت الهند في التحرك شمالًا، فاختفى المحيط وانغلقت الفجوة مع آسيا.
11 تجربة في الجاذبية الصغرى.. المملكة تدخل عالم أبحاث الفضاء
لماذا لا تمر الطائرات بمكة؟.. تفنيد أكذوبة الجاذبية
في يومه الدولي.. ماذا لو اختفى القمر؟ وكيف ستكون حياتنا على الأرض؟