كشفت دراسة حديثة أن مؤشر كتلة الجسم (BMI)، رغم استخدامه الواسع، ليس مقياسًا دقيقًا للتنبؤ بخطر الوفاة أو الأمراض المرتبطة بالسمنة، بعكس نسبة الدهون في الجسم التي أظهرت ارتباطًا أكثر وضوحًا بهذه المخاطر.
لطالما اعتُبر مؤشر كتلة الجسم أداة أساسية في تقييم الحالة الصحية العامة للأفراد، استنادًا إلى طولهم ووزنهم، حيث يُستخدم لتصنيف الأشخاص إلى فئات: ناقصي الوزن، طبيعيي الوزن، زائدي الوزن، أو سُمناء، ولكن هذه الدراسة الجديدة تُثير تساؤلات حول مدى موثوقية هذا المؤشر في التنبؤ بالمخاطر الصحية الحقيقية.
أكد الدكتور فرانك أورلاندو، كبير مؤلفي الدراسة والمدير الطبي لطب الأسرة بجامعة فلوريدا الصحية، أن الوقت قد حان لإعادة تعريف السمنة، وقال: “ينبغي أن يعتمد التعريف الجديد للسمنة على نسبة الدهون في الجسم، لا على مؤشر كتلة الجسم فقط”، وأضاف أن هذا التغيير قد يؤثر على آلية وصف أدوية السمنة، مثل “أوزيمبيك”، حيث إن كثيرًا من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الدهون قد لا يُدرجون ضمن المؤهلين للعلاج وفق معايير مؤشر كتلة الجسم وحده.
رغم أن مؤشر كتلة الجسم يتميز ببساطته وانخفاض تكلفته، إلا أن عدداً من الخبراء يشككون في دقته، خصوصًا أنه لا يُميز بين الدهون والعضلات، ولا يأخذ بعين الاعتبار توزيع الدهون في الجسم.
وأوضح آدم كولينز أستاذ التغذية بجامعة سري البريطانية، أن مؤشر كتلة الجسم يمكن أن يُعطي نتائج مضللة، خاصة في حالات الرياضيين أو الأشخاص ذوي الكتلة العضلية العالية، الذين قد يُصنَّفون ضمن فئة الوزن الزائد أو السمنة، رغم انخفاض نسبة الدهون لديهم.
في ضوء هذه النتائج، تزداد الدعوات في الأوساط الطبية لاعتماد وسائل أكثر دقة لقياس السمنة وتحديد المخاطر الصحية، مثل قياس نسبة الدهون في الجسم أو استخدام تقنيات متقدمة كتحليل تركيب الجسم.
وشددت الدراسة في توصياتها على أن مؤشر كتلة الجسم، رغم انتشاره، هو مقياس تقريبي فقط، ويجب التعامل معه بحذر، خصوصًا عند اتخاذ قرارات طبية تتعلق بالعلاج أو تقييم المخاطر الصحية.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
أسباب السكتة القلبية للشباب.. فهم المخاطر ينقذ الحياة