أعلنت شركة مايكروسوفت، عن خطط لتسريح ما يقرب من 4% من قوتها العاملة عالميًا، في خطوة تهدف إلى كبح التكاليف التشغيلية، وسط استثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتُعد هذه الخطوة الأحدث ضمن موجة تسريحات شهدها قطاع التكنولوجيا في الأشهر الأخيرة.
وتأتي عمليات التسريح الجديدة بعد الإعلان السابق في مايو الماضي عن تسريح نحو 6 آلاف موظف، وأشارت مايكروسوفت إلى أن هذه الإجراءات ستطال بشكل خاص قطاعات معينة مثل المبيعات، وذلك ضمن جهود إعادة هيكلة كبرى تشمل تقليص الطبقات الإدارية، وتبسيط المنتجات والعمليات الداخلية.
يُذكر أن مايكروسوفت كانت قد التزمت باستثمار ما يصل إلى 80 مليار دولار في رأس المال خلال سنتها المالية 2025، وهي أرقام هائلة تعكس طموح الشركة في مواصلة ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
إلا أن هذه الاستثمارات الضخمة بدأت تضغط على هوامش الربح، خاصة في قطاع الحوسبة السحابية، حيث تتوقع الشركة انخفاضًا في الهامش خلال الربع الثاني مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقالت مايكروسوفت في بيانها إنها تهدف إلى بناء هيكل تنظيمي أكثر مرونة من خلال تقليل عدد المديرين، وتوزيع المهام بشكل أكثر كفاءة، مما يُعزز الأداء العام ويُسرّع الابتكار.
وكانت صحيفة “سياتل تايمز” أول من أورد أنباء التسريح، بينما ذكرت وكالة “بلومبرغ” أن قسم “كينغ”، التابع لـ مايكروسوفت والمُتخصص في تطوير ألعاب مثل “كاندي كراش”، قد سرّح نحو 10% من موظفيه، أي ما يعادل حوالي 200 وظيفة، في مكتبه الرئيسي في برشلونة.
وأكدت الشركة بدورها أن قسم الألعاب تأثر بقرارات التسريح، لكنها امتنعت عن تقديم مزيد من التفاصيل حول حجم الأثر أو الأقسام الأخرى المعنية.
تسريحات مايكروسوفت تأتي في سياق موجة عامة من تقليص الوظائف طالت شركات التكنولوجيا الكبرى. فقد أعلنت شركة “ميتا”، المالكة لفيسبوك، في وقت سابق من العام الحالي، عن تخفيض نحو 5% من موظفيها، فيما قامت شركة “ألفابت”، الشركة الأم لجوجل، بتسريح المئات العام الماضي.
أما شركة “أمازون”، فقد واصلت عمليات التسريح في عدد من أقسامها، بما في ذلك قطاع الكتب ووحدة الأجهزة والخدمات.
تُشير هذه التحركات إلى حالة من القلق الاقتصادي وعدم الاستقرار، حيث تسعى الشركات العملاقة إلى تقليص النفقات وتبسيط هيكلها الإداري استباقًا لأي ضغوط مالية إضافية.
كما تعكس الحاجة إلى إعادة توزيع الموارد نحو مشاريع استراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي، والذي أصبح محور التنافس بين كبريات الشركات التقنية.
رغم ما يُمثّله القرار من عبء على آلاف الموظفين حول العالم، إلا أنه يُعتبر محاولة من مايكروسوفت لإعادة ضبط استراتيجيتها الداخلية، بما يضمن لها الحفاظ على موقعها الريادي في ظل سوق سريع التغير.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
AI Mode.. رهان غوغل لإنهاء البحث التقليدي