في خطوة جريئة تُبرز الطموحات المتصاعدة في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلن مارك زوكربيرج، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميتا، عن إطلاق مختبر جديد تحت اسم “مختبرات ميتا للذكاء الفائق” (MSL)، وذلك بهدف تطوير ذكاء اصطناعي يتجاوز قدرات الإنسان.
تمثل هذه المبادرة بداية عهد جديد من الابتكار التكنولوجي، وتسعى ميتا من خلالها إلى تصدر سباق تطوير الذكاء الخارق.
سيضم مختبر MSL فرقًا مختلفة من فرق ميتا التي تعمل على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية، مثل Llama مفتوح المصدر، إضافة إلى فرق المنتجات والبحوث.
بحسب مذكرة داخلية حصلت عليها شبكة CNBC، تسعى الشركة لدمج خبراتها المتنوعة في إطار موحد لتحقيق رؤيتها: “الذكاء الفائق الشخصي للجميع”.
عينت ميتا ألكسندر وانج، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لشركة Scale AI، رئيسًا لقسم الذكاء الاصطناعي، ليقود مبادرة MSL. كما انضم نات فريدمان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة GitHub، إلى ميتا لقيادة جانب المنتجات والبحوث التطبيقية.
ويُعد كل من وانج وفريدمان من أبرز الأسماء في مجال الذكاء الاصطناعي عالميًا، مما يعكس التزام ميتا بجلب أفضل المواهب لتقود جهودها.
تأتي هذه التحركات في وقت تخوض فيه ميتا منافسة شديدة مع شركات مثل OpenAI وغوغل، حيث صرّح الرئيس التنفيذي لـ OpenAI سام ألتمان مؤخرًا بأن شركته تتعرض لمحاولات تجنيد مكثفة من قبل ميتا، والتي عرضت لبعض الباحثين مكافآت توقيع وصلت إلى 100 مليون دولار، ويؤكد هذا أن سباق الذكاء الاصطناعي قد انتقل من مرحلة البحث إلى معركة على المواهب والموارد.
في يونيو الماضي، أعلنت ميتا عن استثمار بقيمة 14.3 مليار دولار في Scale AI، وهو ما يؤكد عمق التزامها بتعزيز بنيتها التحتية في الذكاء الاصطناعي.
كما سعت لضم شركة “سيف سوبر إنتيليجنس”، التي أسسها إيليا سوتسكيفر، المؤسس المشارك لـ OpenAI، إلا أن الصفقة لم تكتمل.
في المذكرة الداخلية، قال زوكربيرج: “مع تسارع وتيرة تقدم الذكاء الاصطناعي، بدأ تطوير الذكاء الفائق يلوح في الأفق. أعتقد أن هذه ستكون بداية عهد جديد للبشرية، وأنا ملتزم تمامًا ببذل كل ما يلزم لتمكين ميتا من قيادة هذا الطريق”، تعكس هذه الكلمات اقتناع زوكربيرج بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل مستقبل البشرية.
مع انضمام ألمع العقول، وضخ استثمارات ضخمة، وتنظيم داخلي جديد، يبدو أن ميتا تخطط ليس فقط للحاق بالمنافسين، بل لتجاوزهم، حيث تتجاوز رؤية ميتا تطوير منتجات استهلاكية إلى بناء ذكاء اصطناعي فائق من شأنه تغيير طريقة تفاعل البشر مع التكنولوجيا، وربما مع بعضهم البعض.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
مفاجأة.. الذكاء الاصطناعي يفهم المشاعر أفضل من البشر
تقنية المعلومات VS نظم المعلومات.. أبرز الفروقات
«تشات جي بي تي» يحل لغزًا طبيًا استعصى على الأطباء لخمس سنوات