أثارت الأزمة الصحية التي تمر بها الفنانة المصرية أنغام قلق جمهورها ومحبيها، بعد أن خضعت لعملية جراحية دقيقة لاستئصال تكيسات البنكرياس، وهو مرض شائع نسبيًا، ويحمل مخاطر محتملة على المصابين به.
كشف الإعلامي محمود سعد عن آخر مستجدات الوضع الصحي للفنانة أنغام، مؤكدًا أنها ما زالت تعاني من آلام شديدة للغاية على الرغم من مرور أيام على خضوعها لعملية جراحية لاستئصال جزء من البنكرياس وما تبقى من الكيس الذي تم التعامل معه مسبقًا عبر منظار جراحي.
وأضاف سعد، عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن نتائج التحاليل الطبية أظهرت مؤشرات جيدة في بعض وظائف الجسم، لكن أرقامًا أخرى لا تزال غير مستقرة، وهو ما قد يدفع الفريق الطبي المعالج لاتخاذ قرار بتدخل طبي غير جراحي خلال الفترة المقبلة.
وكان مكتبها الإعلامي قد نفى في وقت سابق شائعات إصابتها بسرطان الثدي، مؤكدًا أن رحلتها العلاجية لألمانيا كانت لإجراء فحوصات دقيقة مرتبطة بالبنكرياس.
يعرّف الأطباء تكيسات البنكرياس بأنها جيوب أو أورام مملوءة بالسوائل تنمو على سطح البنكرياس أو داخله، ويتم اكتشاف معظمها بشكل عرضي أثناء إجراء فحوصات تصويرية لأسباب أخرى، حيث إنها غالباً لا تسبب أي أعراض.
ورغم أن أقل من 1% من هذه التكيسات قد تتحول إلى أورام سرطانية، إلا أن الأطباء يخضعونها لمراقبة دقيقة وحذرة تحسبًا لأي تغيرات قد تطرأ عليها.
وتعد تكيسات البنكرياس حالة طبية شائعة نسبيًا، حيث تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 10% من فحوصات التصوير المقطعي المحوسب والرنين المغناطيسي تكشف عن وجودها.
وتنقسم هذه التكيسات إلى نوعين رئيسيين، وهما أورام غير محتملة التسرطن وأورام محتملة التسرطن والتي تمتلك القدرة على التحول إلى سرطان البنكرياس، وإن كان ذلك يحدث ببطء شديد في معظم الحالات.
وعلى الرغم من أن حوالي 30% من تكيسات البنكرياس تحمل هذه الإمكانية، فإن النسبة الفعلية التي تتطور إلى سرطان تظل منخفضة جدًا عند أقل من 1%، ولهذا السبب، يعتمد الأطباء بروتوكول المراقبة الدورية كخطوة أولى في التعامل مع معظم الحالات، لمتابعة أي تغير في حجم التكيس أو طبيعته.
لا تسبب معظم تكيسات البنكرياس أي أعراض، ولكن في حال نموها لحجم كبير، قد تضغط على الأعضاء المجاورة مسببة أعراضًا مثل آلام في البطن أو الظهر، فقدان الشهية والوزن غير المبرر، الشعور بالانتفاخ، الغثيان، أو اليرقان. وحتى الآن، لا يعرف الباحثون سببًا دقيقاً لحدوثها، لكنهم يربطونها بعوامل خطورة تشمل التقدم في العمر، حيث تصيب حوالي 25% من الأشخاص في السبعينيات من عمرهم، والتهاب البنكرياس، والتاريخ العائلي للإصابة بسرطان البنكرياس.
ويعتمد التشخيص على التصوير عالي الجودة، وقد يلجأ الأطباء لأخذ خزعة عبر الموجات فوق الصوتية بالمنظار لتحليل سائل الكيس وتحديد نوعه بدقة.
أما العلاج فيتدرج من المراقبة الدورية للتكيسات الصغيرة غير المقلقة، إلى التدخل الجراحي لإزالة تكيسات البنكرياس الكبيرة التي تسبب أعراضًا، أو تلك التي تظهر عليها علامات مثيرة للقلق قد تشير إلى احتمالية تحولها لورم خبيث.
وتتراوح العمليات الجراحية من استئصال الكيس فقط، إلى إجراءات أكثر تعقيدًا مثل استئصال جزء من البنكرياس أو إجراء ويبل الذي يزيل رأس البنكرياس وأجزاء من أعضاء أخرى.