اكتشاف علاج واعد للسرطان مصدره الضفادع

ديسمبر ٢٥, ٢٠٢٥

شارك المقال

اكتشاف علاج واعد للسرطان مصدره الضفادع

توصل فريق بحثي إلى نتيجة علمية لافتة تشير إلى إمكانية تطوير علاج جديد مضاد للسرطان اعتمادًا على بكتيريا تعيش في أمعاء ضفدع الشجر الياباني، بعدما أظهرت إحدى السلالات قدرة كاملة على القضاء على الأورام لدى الفئران دون تسجيل آثار جانبية خطيرة.

وأوضح العلماء أن هذا الاكتشاف جاء في إطار دراسة منهجية انطلقت من ملاحظة علمية معروفة، تتمثل في ندرة إصابة البرمائيات والزواحف بالأورام السرطانية. وانطلاقًا من ذلك، سعى باحثون في المعهد الياباني المتقدم للعلوم والتقنية إلى اختبار فرضية مفادها أن الميكروبيوم المعوي لهذه الكائنات قد يحمل خصائص علاجية، عبر نقل بكتيريا الأمعاء من الضفادع إلى نماذج حيوانية مصابة بالسرطان.

منهجية الدراسة

خلال الدراسة التي نُشرت في مجلة Gut Microbes العلمية، خضع ما مجموعه 45 نوعًا من السلالات البكتيرية، المأخوذة من ضفادع وسمندل وسحالي، لاختبارات مخبرية دقيقة، وأسفرت النتائج عن تحديد تسع سلالات أظهرت نشاطًا ملحوظًا في الحد من نمو الأورام. وتصدرت بكتيريا Ewingella americana، المستخلصة من ضفدع الشجر الياباني، قائمة السلالات الأكثر فاعلية.

وأشار الباحثون في الدراسة المنشورة إلى أن هذه النتائج تعكس ثراء الميكروبيومات المعوية لدى الفقاريات الدنيا بأنواع بكتيرية غير مصنفة علميًا، تمتلك إمكانات علاجية استثنائية قد تفتح آفاقًا جديدة في مكافحة السرطان. وبيّنت التجارب أن بعض السلالات الأخرى أحدثت تأثيرًا مؤقتًا في تقليص الأورام، إلا أن جرعة واحدة فقط من بكتيريا E. americana أدت إلى اختفاء الأورام تمامًا لدى الفئران المعالجة. كما أظهرت الاختبارات اللاحقة أنه عند إعادة حقن الفئران بخلايا سرطانية بعد 30 يومًا من العلاج، لم تتشكل أورام جديدة خلال الشهر التالي.

وكشفت التحليلات البيولوجية أن بكتيريا E. americana تعمل بآليتين متكاملتين؛ إذ تستهدف الأنسجة السرطانية مباشرة، وفي الوقت نفسه تعزز نشاط الجهاز المناعي من خلال تحفيز الخلايا التائية والبائية والعدلات، وهي عناصر رئيسية في الاستجابة المناعية. ويرجح العلماء أن هذه الفاعلية تعود إلى تكيف البكتيريا مع البيئات منخفضة الأكسجين، وهي ظروف شائعة داخل الأورام السرطانية، وتُعرف بقدرتها على إضعاف الجهاز المناعي وتقليل تأثير العلاجات الكيميائية التقليدية.

علاج أكثر كفاءة ضد السرطان

بحسب نتائج الدراسات الأولية على الحيوانات، بدت بكتيريا E. americana آمنة إلى حد كبير، إذ تخلص منها جسم الفئران بسرعة عبر مجرى الدم، ولم تُظهر سمية طويلة الأمد، كما لم تُسجل أي أضرار على الأعضاء السليمة. وأظهرت المقارنات أن حقن هذه البكتيريا كانت أكثر كفاءة في تقليص الأورام لدى الفئران مقارنة بعدد من العلاجات المستخدمة حاليًا، بما في ذلك دوكسوروبيسين، وهو أحد أدوية العلاج الكيميائي الشائعة.

وأكد الباحثون أن هذه المعطيات تجعل من بكتيريا E. americana مرشحًا علاجيًا واعدًا، يتمتع بمستوى أمان مقبول يؤهله للانتقال إلى مراحل تطوير سريرية مستقبلية، مع التشديد على أن هذه النتائج لا تزال في إطار الدراسات الحيوانية. وأشار الفريق البحثي إلى الحاجة لإجراء مزيد من التجارب للتحقق من إمكانية تطبيق هذه النتائج على البشر، إضافة إلى اختبار فاعلية البكتيريا ضد أنواع أخرى من السرطان، ودراسة أدائها عند دمجها مع علاجات قائمة، فضلًا عن تقييم طرق توصيلها الدوائية المثلى.

وشدد العلماء على أن السلامة ستظل أولوية قصوى في حال الانتقال إلى التجارب السريرية، نظرًا لأن E. americana تظل بكتيريا قادرة على التسبب في عدوى لدى البشر، ما يجعل ضمان استخدامها دون آثار ضارة تحديًا علميًا كبيرًا. وفي الوقت ذاته، يواصل الباحثون استكشاف أساليب أخرى للاستفادة من البكتيريا في استهداف الخلايا السرطانية، خاصة أن علاجًا بكتيريًا واحدًا على الأقل يُستخدم بالفعل في بعض حالات سرطان المثانة.

ويرى العلماء أن الضفادع والزواحف قد تسهم مستقبلًا في إثراء ترسانة العلاجات المضادة للسرطان، باعتبارها مصدرًا غير تقليدي لاكتشاف مركبات علاجية جديدة. وخلصت الدراسة إلى أن النتائج تسلط الضوء على الإمكانات غير المستغلة للنظم البيئية الميكروبية المتنوعة، وتؤكد أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي بوصفه عنصرًا محوريًا في تطوير البحث الطبي والابتكار العلاجي.

اقرأ أيضًا:
عقار جديد من «فايزر» يؤخر تطور سرطان الثدي المتقدم
إنجاز علمي جديد.. لقاح عالمي محتمل ضد السرطان
لقاحات كوفيد-19 قد تحارب السرطان

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech

اكتشاف علاج واعد للسرطان مصدره الضفادع - العلم