كشفت بيانات طبية حديثة، عن نتائج إيجابية لعقار «توكيسا (Tukysa)» من إنتاج شركة «فايزر (Pfizer)»، الذي أظهرت التجربة السريرية قدرته على تأخير تطور المرض بشكل ملحوظ لدى المصابات بسرطان الثدي النقيلي الإيجابي لبروتين (HER2).
وأظهرت النتائج أن إضافة عقار «توكيسا» إلى نظام «علاج الصيانة» أدى إلى تأخير ملموس في عودة نشاط الورم لدى المريضات اللواتي استجبن سابقًا للعلاج الأولي.
وعلاج الصيانة مرحلة علاجية ممتدة تأتي بعد انتهاء «العلاج الأولي» الذي يكون عادةً مكثفًا ويشمل العلاج الكيميائي.
وتقول الدكتورة إريكا هاميلتون، قائدة الدراسة من «معهد سارة كانون للأبحاث» في ناشفيل، إن النتائج «تؤكد أهمية تعزيز استهداف بروتين HER2 خلال مرحلة الصيانة». مضيفة أن«إطالة مرحلة الصيانة تسمح للمرضى بالحفاظ على السيطرة على المرض، مع تمديد وقتهم بعيدًا عن العلاج الكيميائي».
وينتمي «توكيسا»، المعروف كيميائيًا باسم «توكاتينيب (tucatinib)»، إلى فئة دوائية تُسمى «مثبطات التيروزين كيناز»، وتعمل آليته على حجب بروتين (HER2) الموجود على الخلايا السرطانية، مما يساهم في إبطاء نمو الأورام أو إيقافها، علمًا بأن العقار معتمد حاليًا لعلاج سرطان القولون والمستقيم ومراحل متأخرة من سرطان الثدي.
ووفقًا للبيانات، حقق العقار تحسنًا بمقدار 8.6 أشهر مقارنة بالمجموعة التي تلقت الدواء الوهمي. وأشار الباحثون إلى أن هذا الفارق الزمني يعد حيويًا، نظرًا لأن معظم المرضى حاليًا يعانون من تطور المرض في غضون عامين من بدء العلاج، مما يستدعي استئناف العلاج الكيميائي.
وسجلت المريضات اللواتي كانت سرطاناتهن «سلبية لمستقبلات الهرمونات»- أي أن خلايا الورم لا تمتلك بروتينات ترتبط بهرمونات محددة – انخفاضًا بنسبة 44.6% في خطر تطور المرض أو الوفاة، مع تحسن في متوسط البقاء دون تقدم المرض بمقدار 12.3 شهرًا.
في المقابل، سجلت المريضات ذوات الخلايا السرطانية «الإيجابية لمستقبلات الهرمونات» (HR-positive) انخفاضًا بنسبة 27.5% في خطر التطور أو الوفاة، مع تحسن قدره 6.9 أشهر في متوسط الفترة الخالية من تقدم المرض.
وشملت التجربة السريرية، التي عُرضت نتائجها ضمن فعاليات «ندوة سان أنطونيو لسرطان الثدي» ونُشرت في دورية «مجلة علم الأورام السريري»، 654 مريضة شُخصن جميعًا بسرطان ثدي متقدم إيجابي لبروتين (HER2). وكانت المشاركات قد أتممن علاجًا كيميائيًا مسبقًا بالإضافة إلى عقاقير الأجسام المضادة «هيرسبتين» (تراستوزوماب) و«بيرجيتا» (بيرتوزوماب) التابعة لشركة «روش» (Roche)، دون تسجيل تطور في المرض.
في المرحلة التالية، انتقلت جميع المريضات إلى «علاج الصيانة» باستخدام «هيرسبتين» و«بيرجيتا»، ووزعن عشوائيًا ليحصل قسم منهن على عقار «توكيسا» وتلقى القسم الآخر دواءً وهميًا. وبعد متابعة استمرت لمتوسط 23 شهرًا، تبين أن المريضات اللواتي تلقين «توكيسا» تجاوزن عامين كاملين دون تفاقم الحالة، وهو ما يُعرف طبيًا بـ «البقاء على قيد الحياة دون تقدم المرض».
