يونيو ٣٠, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
السمنة والقلق: بحث جديد يستكشف آفاق العلاقة بينهما

في تطور علمي جديد، كشف بحث أُجري على الفئران عن رابط مقنع بين السمنة والقلق، يُعتقد أنه ناتج عن تغيرات تطرأ على كل من وظائف الدماغ وبكتيريا الأمعاء. هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة لفهم العلاقة المعقدة بين الصحة الجسدية والعقلية.. في هذا المقال نستعرض معًا آثار هذه العلاقة ومستقبل اكتشافات آثار السمنة على القلق والعكس. فهل أنت على استعداد لخوض هذه الرحلة واستكشاف كيف تؤثر بكتيريا أمعائك على حالتك المزاجية؟

السمنة والقلق: هل يلعب محور الأمعاء والدماغ دورًا؟

تشهد معدلات السمنة والقلق ارتفاعًا متزايدًا في الآونة الأخيرة، خاصة بين الشباب الأمريكي. والآن، يشير بحث جديد إلى أن هاتين الحالتين قد تكونان مرتبطتين ببعضهما البعض بشكل أوثق مما كنا نعتقد. ففي دراسة أُجريت على الفئران، وجد العلماء أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون لم يؤدِ فقط إلى زيادة الوزن، بل ارتبط أيضًا بسلوكيات تشبه القلق، وتغيرات في نشاط الدماغ، وتحولات في بكتيريا الأمعاء التي قد تؤثر على طريقة عمل الدماغ.

استكشاف تأثيرات الدماغ والسلوك

في حين أن ارتباط السمنة بأمراض مثل السكري ومشاكل القلب أمر معروف جيدًا، إلا أن تأثيراتها على صحة الدماغ لا تزال أقل فهمًا. ولاستكشاف الصلة بين وزن الجسم ووظائف الدماغ والقلق، استخدم الباحثون نموذجًا حيوانيًا (الفئران) يحاكي العديد من المشكلات الأيضية نفسها التي تُرى في البشر.

تابعت الدراسة 32 فأرًا ذكرًا صغيرًا من مرحلة المراهقة إلى مرحلة البلوغ المبكرة. تم تغذية نصفهم بنظام غذائي منخفض الدهون، بينما تناول النصف الآخر نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون. وبنهاية الدراسة، اكتسبت المجموعة التي تناولت نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون وزنًا ودهونًا في الجسم أكثر بكثير من المجموعة النحيفة.

سلوكيات القلق وعلاقتها بالسمنة

في الاختبارات السلوكية، وجد الباحثون أن الفئران البدينة أظهرت سلوكيات تشبه القلق بشكل أكبر، مثل التجميد (وهو سلوك دفاعي تظهره الفئران استجابة لتهديد متصور)، مقارنة بالفئران النحيفة. كما أظهرت هذه الفئران أنماط إشارات مختلفة في منطقة ما تحت المهاد، وهي منطقة في الدماغ تشارك في تنظيم التمثيل الغذائي، مما قد يساهم في ضعف الإدراك. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون اختلافات واضحة في تركيبة بكتيريا الأمعاء لدى الفئران البدينة مقارنة بالفئران النحيفة.

من الفئران إلى البشر.. بين السمنة والقلق

مع الاعتراف بأن البحث على الفئران لا يُترجم دائمًا بشكل مباشر إلى البشر، قالت الطبيبة المشاركة في الدراس ديزيريه واندرز إن النتائج تقدم رؤى جديدة تؤكد على أهمية استهداف أنظمة متعددة في فهم وربما علاج ضعف الإدراك المرتبط بالسمنة.

“يمكن أن يكون لهذه النتائج آثار مهمة على كل من الصحة العامة والقرارات الشخصية،” كما أوضحت واندرز. “تسلط الدراسة الضوء على التأثير المحتمل للسمنة على الصحة العقلية، خاصة فيما يتعلق بالقلق. من خلال فهم الروابط بين النظام الغذائي وصحة الدماغ والميكروبات المعوية، قد يساعد هذا البحث في توجيه مبادرات الصحة العامة التي تركز على الوقاية من السمنة والتدخل المبكر، خاصة في الأطفال والمراهقين.”

وأشارت واندرز أيضًا إلى أن الظروف الخاضعة للرقابة الدقيقة المستخدمة في الدراسة تضفي دقة ومصداقية على النتائج، لكنها أضافت أن العالم الحقيقي أكثر تعقيدًا بكثير.

تأثيرات معقدة تتجاوز النظام الغذائي وحده

أكدت واندرز الآتي:”في حين أن نتائجنا تشير إلى أن النظام الغذائي يلعب دورًا مهمًا في كل من الصحة البدنية والعقلية، فمن المهم أن نتذكر أن النظام الغذائي هو مجرد جزء واحد من اللغز،” كذلك أضافت: “تساهم العوامل البيئية والوراثة وخيارات نمط الحياة والحالة الاجتماعية والاقتصادية أيضًا في خطر السمنة ونتائجها الصحية المرتبطة بها. لذلك، في حين أن هذه النتائج مهمة، إلا أنه ينبغي النظر إليها في سياق نهج أوسع ومتعدد العوامل لفهم ومعالجة ضعف الإدراك المرتبط بالسمنة وقضايا الصحة العقلية.”

آفاق علاقة السمنة بسلوك الدماغ

في الخطوة التالية، يأمل الباحثون في استكشاف الآليات التي تؤثر بها السمنة الناجمة عن النظام الغذائي على الدماغ والسلوك بشكل أكبر، وذلك من خلال التعمق في التغيرات التي تطرأ على الميكروبيوم المعوي وتوسيع دراستهم لتشمل إناث الفئران ومجموعات عمرية مختلفة. وأضافت واندرز أنه سيكون من المفيد تحديد ما إذا كانت تدخلات فقدان الوزن يمكن أن تعكس هذه التأثيرات.

 

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

إنفوجرافيك| ChatGPT يتفوق على X في الزيارات العالمية

المقالة التالية

حين هتفت الجماهير للحديد.. روبوتات الصين تهزم البشر في كرة القدم