شهدت قاعة المحكمة الفيدرالية في مانهاتن يوم الأربعاء لحظة حاسمة في واحدة من أكثر القضايا الجنائية إثارة للجدل في عالم الفن، حيث بُرئ نجم الهيب هوب والمنتج الموسيقي الشهير شون ديدي من التهم الأخطر الموجهة إليه، وفي مقدمتها الاتجار الجنسي والتآمر على الابتزاز، وهي التهم التي كانت قد تودي به إلى السجن مدى الحياة.
ورغم أن هيئة المحلفين وجدت شون ديدي مذنبًا في تهمتين أقل خطورة تتعلقان بنقل أشخاص لممارسة الدعارة، إلا أن تبرئته من التهم الثلاث الأخطر اعتُبرت انتصارًا قانونيًا كبيرًا له ودحضًا لرواية الادعاء العام الذي وصفه بأنه استخدم “العنف والخوف” لإخضاع النساء.
عقب صدور الحكم، ركع شون ديدي أمام كرسيه وكأنه يصلي، ثم وقف مبتسمًا وقال: “سأعود إلى المنزل قريبًا. أحبكم. شكرًا لكم.”، وسط تصفيق حار من عائلته ومؤيديه الذين حضروا الجلسة.
ويبلغ شون ديدي من العمر 55 عامًا، وقد أنكر منذ البداية جميع التهم الخمس الموجهة إليه، وبرغم إدانته بتهم الدعارة، فإن الحكم الفيدرالي يتيح له مواجهة عقوبة لا تتجاوز 20 عامًا (بواقع 10 سنوات عن كل تهمة)، وهي عقوبة أقل بكثير مما كان يمكن أن يواجهه.
ركز الادعاء خلال المحاكمة، التي استمرت سبعة أسابيع، على مزاعم بأن شون ديدي استغل إمبراطوريته الموسيقية لفرض ممارسات جنسية على مغنية R&B الشهيرة كاساندرا “كاسي” فينتورا وامرأة أخرى تُعرف باسم مستعار “جين”، عبر عروض جنسية جماعية داخل غرف الفنادق، تحت تأثير المخدرات، وفي وجود تسجيلات مصورة.
إلا أن الدفاع أنكر وجود أي إكراه، مؤكدًا أن السيدتين شاركتا طواعية في تلك الأفعال، واصفًا العلاقة بين الطرفين بأنها “رومانسية معقدة” وليست جريمة منظمة، كما اتهم الدفاع الادعاء بمحاولة “تجريم الحياة الجنسية الخاصة” لـ شون ديدي.
تبرئة شون ديدي من التآمر والاتجار الجنسي مثلت فشلًا للادعاء في إقناع هيئة المحلفين بوجود علاقة مباشرة بين تصرفاته وسلوك الضحيتين.
وقالت المدعية العامة السابقة سارة كريسوف إن المحلفين ربما رأوا في سلوكه نوعًا من العلاقات المؤذية، لكنها لا ترقى إلى تعريف الاتجار بالبشر.
جدير بالذكر أن هذه المحاكمة الجنائية ليست المعركة القانونية الوحيدة التي يخوضها شون ديدي حاليًا، فقد سبق أن رفعت كاسي فينتورا دعوى مدنية ضده في نوفمبر 2023 تتهمه بالاتجار الجنسي، قبل أن يتوصل الطرفان إلى تسوية مالية بقيمة 20 مليون دولار.
كما يواجه حاليًا عشرات الدعاوى المدنية الأخرى بتهم تتعلق بالإساءة والاعتداء.
ومن المقرر أن تُحدد المحكمة خلال الأسابيع المقبلة موعد جلسة النطق بالحكم، وفي هذه الأثناء، يطالب الدفاع بالإفراج المؤقت عن شون ديدي مقابل كفالة تصل إلى مليون دولار، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة بشأن مصيره.
رغم البراءة من التهم الكبرى، اعتبرت محامية إحدى الضحايا الحكم “نقطة بداية، لا نهاية”، مؤكدة أن القضية فتحت الباب لمحاسبة شون ديدي على سلسلة طويلة من الانتهاكات.
وفي المقابل، أصدر مكتب الادعاء الفيدرالي في مانهاتن بيانًا أشار فيه إلى أن الجرائم الجنسية “منتشرة على نطاق واسع” وأن هذه المحاكمات ضرورية لـ “وقف الآفة وإعادة الحق للضحايا”.
رغم انتصاره القانوني النسبي، تبقى سمعة شون ديدي على المحك، إذ تتحول حياته من نجم يحتفل بثروته في سان تروبيه وهامبتونز إلى متهم قضى شهورًا خلف القضبان، وما زال يواجه طيفًا من التهم والدعاوى المدنية التي قد تستمر لسنوات قادمة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
أفلام ومسلسلات نتفليكس في يوليو 2025.. أبرز العروض