أظهرت دراسة جديدة أن أعلى نهر جليدي في أعلى جبل في العالم يفقد “عقودًا” من الجليد كل عام بسبب تغير المناخ بفعل الإنسان.
النتائج بمثابة تحذير من أن الذوبان الجليدي السريع في بعض أعلى بقاع الأرض يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الآثار المناخية، بما في ذلك الانهيارات الجليدية المتكررة وتجفيف مصادر المياه التي يعتمد عليها نحو 1.6 مليار شخص في السلاسل الجبلية للشرب والري والطاقة الكهرومائية.
ذاب الجليد الذي استغرق تشكيله حوالي 2000 عام في نحو 25 عامًا، ما يعني أنه قد تلاشى أسرع بنحو 80 مرة مما تشكل.
قال الباحثون في دراستهم إنه في الوقت الذي تذوب فيه الأنهار الجليدية على نطاق واسع، لم تُعطَ الكتل الجليدية في أعلى نقاط الكوكب اهتمامًا علميًا يُذكر.
في عام 2019 زار فريق من العلماء والمتسلقين النهر الجليدي، وجمعوا عينات من نواة جليدية بطول 10 أمتار، إضافة إلى تركيب أعلى محطتين آليتين للطقس في العالم لجمع البيانات لمعرفة هل تتأثر الأنهار الجليدية الأكثر صعوبة على الأرض بالتغير المناخي المرتبط بالبشر؟
قال الباحثون إن النتائج لم تؤكد فقط أن تغير المناخ من مصادر بشرية وصل إلى أعلى بقاع الأرض، لكن هذا أيضًا كان يعطل التوازن الدقيق الذي توفره الأسطح المغطاة بالثلوج.
أظهر البحث أنه بمجرد انكشاف جليد النهر الجليدي، فقد حوالي 55 مترًا من الجليد في ربع قرن، وقد لاحظ الباحثون أن النهر الجليدي قد تحول من تكوين كتل ثلجية في الغالب إلى جليد، وكان من الممكن أن يبدأ هذا التغيير في وقت مبكر من خمسينيات القرن الماضي، لكن فقدان الجليد كان أشد كثافة منذ أواخر التسعينيات.
يعني هذا التحول أن النهر الجليدي لم يعد قادرًا على عكس الإشعاع الصادر من الشمس، ما يجعل ذوبانه أسرع. وتُظهر نماذج المحاكاة أنه بسبب التعرض الشديد للإشعاع الشمسي؛ يمكن أن يتسارع الذوبان أو التبخر في هذه المنطقة بعامل يزيد على 20 مرة، بمجرد أن يتحول الغطاء الثلجي إلى جليد، ومن العوامل أيضًا انخفاض مستويات الرطوبة النسبية والرياح القوية.
بالإضافة إلى جميع التأثيرات على أولئك الذين يعتمدون على المياه من الأنهار الجليدية، فإن معدل الذوبان الحالي سيجعل الرحلات الاستكشافية إلى جبل إيفرست أكثر صعوبة، حيث يزداد ترقق الغطاء الجليدي والجليد خلال العقود القادمة.
اقرأ أيضاً
تحذيرات من ذوبان الأنهار الجليدية في إفريقيا.. ما العواقب؟