مايو ٢٤, ٢٠٢٥
تابع
نبض
logo alelm
آذان الفيلة الضخمة.. لماذا؟ العلم يوضح

تُعد آذان الفيلة واحدة من أكثر السمات اللافتة في شكلها، لكنها ليست مجرد ميزة شكلية. فسواء كنا نتحدث عن الفيل الأفريقي الذي يمتلك آذانًا ضخمة قد يصل طولها إلى مترين، أو الفيل الآسيوي ذو الأذنين الأصغر حجمًا، فإن لهذه التكوينات دورًا وظيفيًا بالغ الأهمية في حياة هذه الحيوانات العملاقة، نلقي الضوء في هذا المقال على هذا الكائن اللطيف الضخم، ولماذا تبلغ أذناه هذا الحجم؟

وظيفة آذان الفيلة: التبريد

الفيلة لا تعرق كما يفعل البشر، كما أن أجسامها الضخمة تولد حرارة كبيرة في البيئات الحارة مثل السافانا والغابات. لذلك، تعمل آذان الفيلة كـ”مبردات طبيعية”. تحتوي الأذنين على أوعية دموية ضخمة، ومع تدفق الدم إليها وقيام الفيل بتحريكها، تتبدد الحرارة في الهواء ويعود الدم إلى الجسم أكثر برودة، ما يساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم.

الفرو والبرد.. قصة الماموث

دعمًا لهذا التفسير، يُظهر السجل الأحفوري أن الماموث – وهو قريب الفيل – كان يمتلك آذانًا صغيرة تتناسب مع البيئات الباردة التي عاش فيها، مثل سيبيريا. فبدلًا من التخلص من الحرارة، كان الحفاظ عليها هو التحدي، ولهذا السبب غطى الفرو جسده وكانت آذانه مصغّرة.

آذان الفيلة أداة للتواصل أيضًا

آذان الفيلة ليست مخصصة للتبريد فقط، بل تُستخدم أيضًا في التواصل. فعندما يشعر الفيل بالتهديد، يقوم بفرد أذنيه بشكل كامل ليبدو أكبر، في إشارة تحذيرية. كما تساهم الأذنين في التقاط الأصوات منخفضة التردد، وحتى في تضخيم الذبذبات الأرضية التي يلتقطها الفيل عبر أقدامه، مما يمكّنه من التواصل مع أفراد قطيعه لمسافات تصل إلى عدة كيلومترات

آذان الفيلة.. ليست للزينة أو الاستغراب

الفيلة لا تملك آذانًا ضخمة عبثًا. بل تمثل هذه الأعضاء نظامًا متكاملًا للتهوية والتواصل والتأقلم البيئي، مما يجعلها جزءًا حيويًا من فسيولوجيا الفيل وسلوكه الاجتماعي. وبينما نراها رمزًا للقوة والحكمة، يكشف العلم أنها أيضًا رمز للكفاءة البيولوجية والتكيّف الذكي.

والآن.. بعد أن عرفت ما هي وظيفة آذان الفيلة.. هل إذا وضعت الظروف في طريقك فيلا ضخمًا، هل ستتأمل آذانه في ضوء المعلومات الأخيرة حول وظيفتها؟

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

التحول الصناعي في السعودية.. خُطى واثقة ترسم ملامح الاقتصاد

المقالة التالية

روسيا وأوكرانيا تنفذان أكبر عملية لتبادل المحتجزين