تداول مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي صورًا صادمة تظهر الممثل السوري أيهم عياده في حالة تشرد، مما أثار موجة واسعة من الحزن والتعاطف في الشارع العربي.
تبدو القصة وكأنها حبكة درامية مأساوية، ولكنها في الواقع فصل مرير في حياة فنان شارك يومًا في واحد من أنجح المسلسلات العربية على الإطلاق، “باب الحارة”، ليجد نفسه اليوم بلا مأوى، يفترش الأرصفة في العاصمة السورية دمشق، في تناقض صارخ بين أضواء الشهرة التي عرفها وظلمة الواقع الذي يعيشه.
تظهر الصور المتداولة، الفنان أيهم عياده بملابس رثة ولحية طويلة غير مهندمة، وهو يستند إلى طاولة يبيع عليها الحلوى في الشارع، وتبدو عليه علامات الإعياء والتعب الشديد.
وأكدت مصادر فنية ونشطاء سوريون صحة الصور، مشيرين أن وضعه المأساوي ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة تدهور أوضاعه المعيشية والنفسية على مدى سنوات، في ظل غياب فرص العمل وتجاهل نقابة الفنانين السوريين لحالته.
ولمن لا يعرفه جيدًا، فإن أيهم عياده هو ممثل سوري شارك في العديد من الأعمال الدرامية، لكن دوره الأبرز الذي منحه شهرة واسعة كان في مسلسل “باب الحارة”.
جسّد أيهم شخصية “نادر”، وهو شاب يعمل في قهوة “أبو حاتم” في الأجزاء الأولى من المسلسل، ورغم أن الدور كان ثانويًا، إلا أن مشاركته في هذا العمل الضخم كانت كفيلة بأن تجعل وجهه مألوفاً لدى ملايين المشاهدين في العالم العربي.
ويعتبر مسلسل “باب الحارة”، الذي بدأ عرضه لأول مرة في عام 2006، ظاهرة فنية غير مسبوقة، حيث استمر عرضه لأكثر من 12 جزءًا، وحقق نجاحاً جماهيريًا منقطع النظير، حيث وثّق الحياة الاجتماعية في دمشق خلال فترة الانتداب الفرنسي في عشرينيات القرن الماضي.
ورغم الميزانيات الضخمة للمسلسل والأجور المرتفعة لنجومه الكبار، إلا أن العديد من الممثلين الثانويين، ومن بينهم أيهم عياده، كانوا يتقاضون أجورًا زهيدة لم تؤمّن مستقبلهم.
وتمثّل قصة أيهم عياده انعكاسًا لأزمة أعمق يعاني منها الكثير من الفنانين السوريين الذين طالتهم تداعيات الحرب والأزمة الاقتصادية الخانقة، ليجدوا أنفسهم مهمشين ومنسيين بعد أن كانوا يومًا جزءًا من ذاكرة الناس ووجدانهم.
