يوليو ٢, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
لماذا قررت إنجلترا وقف قطار الملك تشارلز بعد 50 عامًا من الخدمة؟

أعلن قصر باكنغهام عن قرار إيقاف قطار الملك تشارلز بحلول عام 2027، بعد أكثر من نصف قرن من الخدمة الملكية، ويأتي هذا القرار ضمن خطة لخفض التكاليف، بعد مراجعة شاملة لاستخدام القطار وقيمته مقابل المال، في ظل الانتقادات المستمرة للإنفاق العام على العائلة المالكة.

من الملكة فيكتوريا إلى تشارلز

استخدام العائلة المالكة للقطارات يعود إلى عام 1842، عندما استقلت الملكة فيكتوريا أول عربة ملكية بين سلاو ولندن، أما قطار الملك تشارلز الحالي فقد تم تدشينه عام 1977 بمناسبة اليوبيل الفضي للملكة إليزابيث الثانية، ويتكون من تسع عربات تشمل غرف نوم ومكاتب ملكية.

تكاليف باهظة تدفع نحو الإغلاق

كشفت التقارير المالية أن تشغيل قطار الملك تشارلز أصبح عبئًا ماليًا، إذ بلغت تكلفة رحلة واحدة إلى ستافوردشاير 44,822 جنيهًا إسترلينيًا (نحو 61,800 دولار)، في حين بلغت تكلفة زيارة إلى مقر شركة بنتلي 33,000 جنيه إسترليني (نحو 45,700 دولار).

كما أن تكاليف التخزين الآمن للقطار في منشأة وولفرتون تزيد من عبء النفقات.

بدائل أقل تكلفة وأكثر مرونة

أشار التقرير الملكي إلى أن اعتماد العائلة المالكة على الطائرات المروحية ارتفع بشكل ملحوظ، حيث أجرت أكثر من 140 رحلة خلال عام، بمتوسط تكلفة للرحلة الواحدة بلغ نحو 3370 جنيهًا إسترلينيًا (4600 دولار).

ويرى المسؤولون أن هذه الوسيلة أكثر موثوقية مقارنة بصيانة وتشغيل قطار الملك تشارلز.

التمويل الملكي تحت المجهر.. هل يُعاد النظر في المنحة السيادية؟

إعلان تقاعد قطار الملك تشارلز جاء بالتزامن مع البيان المالي السنوي للعائلة المالكة، الذي أكد أن حجم “المنحة السيادية” المخصصة للعائلة المالكة بقي عند 86.3 مليون جنيه إسترليني (118.5 مليون دولار).

هذه المنحة تُمول من أموال دافعي الضرائب وتغطي تكاليف المهام الرسمية وصيانة القصور، لكنها لا تشمل نفقات الأمن.

تجديد قصر باكنغهام وتعهدات بالاستدامة

يشهد قصر باكنغهام مشروع تحديث ضخم يشمل ترقية الكابلات والمصاعد والبنية التحتية، بتمويل جزئي من المنحة.

كما أعلنت العائلة المالكة نيتها تحويل أسطول مركباتها إلى كهربائي بالكامل، مع استخدام الوقود المستدام في الطائرات الملكية، بما في ذلك سيارتي الملك المعدلتين للعمل بالوقود الحيوي.

الجدل الشعبي مستمر.. ودعوات لتقليص الإنفاق

المنحة السيادية لطالما كانت محط انتقاد، حيث دعت مجموعة “ريبابليك” المناهضة للملكية إلى إلغائها واستعادة الشعب أرباح أملاك التاج.

وصرح غراهام سميث، المتحدث باسم المجموعة، بأن النظام المالي للملكية “مختل” ويجب تقليصه إلى بضعة ملايين فقط، منتقدًا استخدام تجديد القصر كذريعة لمضاعفة التمويل.

رد قصر باكنغهام

دافع جيمس تشالمرز، أمين المحفظة الخاصة، عن دور العائلة المالكة، قائلاً: “من الصعب قياس القوة الناعمة، لكن قيمتها أصبحت مفهومة في الداخل والخارج”، مشيرًا إلى أن عهد الملك تشارلز يُركز على القيم والاستدامة والخدمة العامة.

النهاية الرمزية لحقبة قطار ملكي

إيقاف قطار الملك تشارلز لا يُعد فقط خطوة مالية، بل أيضًا نهاية رمزية لحقبة طويلة من التنقلات الملكية الفخمة، وبينما تتجه المؤسسة الملكية نحو الكفاءة والاستدامة، فإن قرار الاستغناء عن هذا القطار التاريخي يُشكل لحظة فاصلة بين الماضي الفاخر والمستقبل العملي.

يمكنك أن تقرأ أيضًا:

أجندة فعاليات المملكة في يوليو 2025.. أبرز الأحداث المرتقبة

الدكتور تيد كازينسكي.. عبقري مثل نيوتن وسفاح مثل هتلر

الغراب ليس مجرد نعيق.. رحلة لاستكشاف أذكى طيور العالم

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

“ميتا” تنشئ مختبرًا لتطوير ذكاء اصطناعي يفوق الذكاء البشري

المقالة التالية

إنفوجرافيك| الشركات الرائدة في الإنفاق على البحث والتطوير