صحة

دراسة تظهر كيف أثر فيروس كورونا على أدمغة المراهقين

استخدم الفريق نموذجاً معيارياً يعتمد على البيانات التي جمعوها قبل الجائحة، لمقارنة تطور 68 منطقة من الدماغ لدى المشاركين بعد الجائحة

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم” أن جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على أدمغة المراهقين، مما أدى إلى تسارع الشيخوخة الدماغية لديهم.

وأظهرت النتائج أن أدمغة الفتيات تأثرت بمعدل أسرع، حيث تراجعت بنحو 4.2 سنوات أسرع من المعتاد، بينما كانت النسبة بين الأولاد 1.4.

تفاصيل الدراسة

قاد فريق من الباحثين دراسة شاملة لتوثيق تأثير الجائحة على تطور أدمغة المراهقين، حيث بدأ الباحثون في تتبع نمو دماغ المشاركين من خلال فحوصات بالرنين المغناطيسي في عام 2018، مع خطط لإجراء فحص متكرر في عام 2020، إلا أن الجائحة تسببت في تأخير الفحص الثاني لعدة سنوات، مما أدى إلى تأخير جمع البيانات.

استخدم الفريق نموذجاً معيارياً يعتمد على البيانات التي جمعوها قبل الجائحة، لمقارنة تطور 68 منطقة من الدماغ لدى المشاركين بعد الجائحة.

وأظهرت الدراسة أن الفتيات تعرضن لتسارع أكبر في ترقق القشرة المخية، حيث تأثرت 43% من المناطق المدروسة، مقارنة بـ6% فقط لدى الأولاد.

قد لوحظت تأثيرات أكبر على المناطق الدماغية المسؤولة عن الوظائف الاجتماعية والعاطفية لدى الفتيات، بينما تأثرت لدى الأولاد المناطق المرتبطة بمعالجة المعلومات البصرية

التفسير العلمي

تتوافق هذه النتائج مع ما يُعرف بفرضية “تسارع الإجهاد”، والتي تشير إلى أن البيئات عالية التوتر، مثل تلك التي سببتها الجائحة، يمكن أن تدفع الدماغ للتطور نحو النضج في وقت مبكر كوسيلة للحماية.

وقد لوحظت تأثيرات أكبر على المناطق الدماغية المسؤولة عن الوظائف الاجتماعية والعاطفية لدى الفتيات، بينما تأثرت لدى الأولاد المناطق المرتبطة بمعالجة المعلومات البصرية.

وعلى الرغم من أهمية هذه النتائج، فإن الدراسة تواجه بعض القيود من بين هذه التحديات عدم وجود مجموعة تحكم مقارنة بالمشاركين المتأثرين بالجائحة، واعتماد الباحثين على نماذج معيارية للتنبؤ بالتغيرات الطبيعية، كما أشار الباحثون إلى عدم توفر بيانات شاملة حول عوامل اجتماعية واقتصادية قد تكون أثرت على النتائج.

أكدت ضرورة مراقبة الصحة العقلية للمراهقين، والحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيع التفاعل الاجتماعي الإيجابي

ضرورة مراقبة الصحة العقلية للمراهقين

أشارت الدكتورة باتريشيا ك. كول، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إلى أهمية تقديم الدعم للمراهقين في هذه المرحلة الحساسة، موضحة أن تأثيرات الجائحة قد تكون دائمة على بعض المراهقين.

وأكدت ضرورة مراقبة الصحة العقلية للمراهقين، والحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيع التفاعل الاجتماعي الإيجابي.

وأضافت كول أنه على الرغم رغم انتهاء الجائحة إلى حد كبير، فإن آثارها ما زالت ملموسة على المراهقين، مما يستدعي استمرارية الجهود لدعمهم ومتابعة تأثيرات هذه الأزمة على المدى الطويل.

المصدر:

cnn