في أعقاب 13 شهرًا من الارتفاعات القياسية لدرجات الحرارة حول العالم، انتهت تلك الموجة خلال يوليو الماضي.
وبحسب بيانات وكالة المناخ الأوروبية، كوبرنيكوس، فإن متوسط درجات الحرارة في يوليو 2024 تفوقت على نظيره في عام 2023.
وربما تكون الأنباء المتعلقة بانتهاء موجة الحر القاسية قد تكون خبرًا جيدًا بالنسبة للأشخاص المعرضين للشمس ودرجات الحرارة المرتفعة.
ولكن العلماء يحذرون من أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع درجات الحرار المتمثل في تغير المناخ لا يزال كما هو.
وبانتهاء تلك الحرارة، هناك 5 استنتاجات يمكن استخلاصها:
التطرف المناخي مستمر
يُعزى تراجع درجات الحرارة الطفيف مؤخرًا إلى إنهاء ما يُعرف بظاهرة “النينيو”، والتي تحدث في المحيط الهادئ وتتسبب في الاحترار الذي يضرب أجزاء كبيرة من العالم.
ولكن على الرغم من أن انتهاء الظاهرة سيساهم في خفض درجات الحرارة قليلًا خلال الأيام المقبلة، إلا أن الاتجاه الصعودي لدرجات الحرارة سيستمر في المستقبل.
ويرجع ذلك إلى أن السبب الأساسي في ارتفاع درجات الحرارة وهو انبعاثات الغازات الضارة من احتراق الوقود الأحفوري، لا يزال مستمرًا.
ولذلك فإن التطرفات المناخية مثل العواصف الشديدة وموجات الحر والجفاف المستمرة لفترات طويلة لن تتوقف.
سخونة المحيطات
عادة ما ينصب الاهتمام حول تصاعد درجات الحرارة حولنا، ويبتعد التركيز على سخونة المحيطات التي امتصت كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وتعبث بشكل أساسي في تغير المناخ.
وينعكس ارتفاع درجات الحرارة أيضًا بالسلب على الحياة البحرية من نفوق الأسماك والحيوانات الأخرى وتمهيد الأجواء لأعاصير قوية.
وارتفعت درجات حرارة المحيطات كثيرًا لدرجة أن العلماء قالوا قبل بضعة أشهر إن العالم على وشك أسوأ حدث تبييض للشعاب المرجانية في التاريخ.
وكشفت دراسة جديدة خلال الأسبوع الماضي أن درجات الحرارة في الحاجز المرجاني العظيم بالقرب من سواحل أستراليا كانت الأكثر دفئًا منذ 400 عام.
1.5 درجة قد يكون مستبعدًا
نصت اتفاقية باريس على أن تلتزم الحكومات بالهدف الموضوع للحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 مئوية، منذ خمسينيات القرن الـ19.
ومنذ ذلك الحين تكافح الحكومات للحفاظ على تلك العتبة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وخصوصًا خلال السنوات الأخيرة، ولكن يبدو أن تحقيق هذا الحد من درجات الحرارة يبدو صعبًا، والدليل على ذلك الشهور الـ13 الماضية.
وحاليًا، يبلغ الاحتباس الحراري حوالي 1.2 درجة مئوية (2.2 درجة فهرنهايت) على مستوى العالم وقد تجاوزت أجزاء من العالم بالفعل زيادة 1.5 درجة.
تحدي درجات الحرارة
خلال الشهور الماضية حاولت الحكومات في مختلف أنحاء العالم مساعدة المواطنين على التكيف مع الارتفاعات القياسية.
وكان الأمر أكثر تحديًا بالنسبة للدول النامية التي لا تمتلك بنية أساسية أو موارد لازمة لحماية المواطنين من درجات الحرارة المرتفعة، والتي قد تؤدي إلى مضاعفات أكبر وقد تنتهي بالوفاة.
ولكن الأمر لم يقتصر على الدول النامية، إذ إن الدول المتقدمة شهدت الكثير من التحديات، كان من بينها حدوث معظم الوفيات داخل المنازل، خصوصًا مع تجنب الكثيرين تشغيل المكيفات بسبب تكلفة الطاقة المرتفعة.
التركيز على الحلول
تُشير درجات الحرارة المرتفعة إلى الحاجة لتقليل الغازات المسببة للاحتباس الحراري في جميع جوانب الحياة البشرية.
وستكون مصادر الطاقة المتجددة هي السبيل الوحيد للقيام بذلك مثل الطاقة الشمسية والكهرومائية والحرارية.
ومن المتوقع أن يصل إجمالي الإنتاج العالمي من الكهرباء من المصادر المتجددة في عام 2023 لنحو 30%.
وفي محادثات المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة العام الماضي في دبي، وافق المجتمع الدولي أيضًا على “الانتقال بعيدًا” من الوقود الأحفوري نحو مصادر الطاقة المتجددة.
المصدر: AP