يعد سديم السرطان واحد من أبرز السدائم السماوية في عالم الفلك، ويُعرف أيضًا باسم Messier 1 أو NGC 1952، وهو سديم يوجد في كوكبة الثور.
يشتهر سديم السرطان بمظهره الجميل والمذهل، حيث يتألف من غازات متنوعة وغبار يتوهج بألوان متعددة، وتشتهر الصورة الملتقطة له بالشكل المشابه للسرطان، مما يعزز سحره وجاذبيته لدى عشاق الفلك.
يُعتقد أن سديم السرطان هو نتيجة انفجار نجم ضخم قديم، وهو مصدر لدراسة العديد من الظواهر الفلكية المثيرة.
تلسكوب جيمس ويب
نجح تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا في التقاط صور حديثة لسديم السرطان، وهو بقايا مستعر أعظم يقع على بعد 6500 سنة ضوئية في كوكبة الثور.
ويسعى العلماء إلى فهم الظروف والسلوك والآثار اللاحقة للمستعرات العظمى من خلال دراسة شاملة لسديم السرطان.
ويرى العلماء أن حساسية تلسكوب جيمس ويب ستسمح لهم بتحديد تركيبة المادة المقذوفة بدقة، وخاصة محتوى الحديد والنيكل، مما قد يكشف عن نوع الانفجار الذي أنتج سديم السرطان.
الفرق بين صور جيمس ويب وهابل
التقط تلسكوب هابل التابع لناسا صورًا لسديم السرطان عام 2005، ظهر خلالها هيكل واضح يشبه القفص من الخيوط الغازية الرقيقة باللون الأحمر البرتقالي.
بينما استطاع تلسكوب جيمس ويب من التقاط صور أكثر وضوحًا حيث تحتوي في المناطق الوسطى للسديم على خريطة للانبعاثات من حبيبات الغبار الأصفر والأبيض والأخضر.
يسلط تلسكوب جيمس ويب الضوء على ما يعرف بإشعاع السنكروترون وهو انبعاث ينتج من جسيمات مشحونة، مثل الإلكترونات، تتحرك حول خطوط المجال المغناطيسي بسرعات نسبية، فبالتالي أصبحت الجوانب الإضافية للعمل الداخلي لسديم السرطان أكثر وضوحًا ويمكن رؤيتها بتفصيل أكبر في ضوء الأشعة تحت الحمراء.
مقارنات مستقبلية
أوضح العلماء أنه سيتم تحليل بيانات جيمس ويب ومقارنتها للبقايا التي التقطتها التلسكوبات الأخرى، وذلك بعدما توفرت لديهم بيانات أحدث من التي قدمها التلسكوب هابل لمراجعتها خلال العام المقبل بعد إعادة تصوير بقايا المستعر الأعظم.
وأشار العلماء إلى أنهم سيتمكنون من مقارنة نتائج ويب وهابل بشكل أكثر دقة، بعد الانتهاء من التصوير وتحليل البيانات، ودراسة النجم النابض للسديم.
وأوضح العلماء أن النجم النابض للسديم هو نجم نيوتروني سريع الدوران، يعمل مجاله المغناطيسي القوي على تسريع الجسيمات إلى سرعات عالية للغاية ويجعلها تنبعث منها إشعاعات أثناء دورانها حول خطوط المجال المغناطيسي.
وحول الفارق الرئيسي بين التلسكوبين أكد العلماء أن استخدام أداة Webb NIRCam في تلسكوب جيمس ويب نجح في رؤية إشعاع السنكترون بتفاصيل غير مسبوقة.
الكائنات الفطرية البحرية والساحلية تحت الحماية في المملكة