تواجه المجتمعات في القرن الأفريقي خطر المجاعة بعد 4 مواسم مطيرة متتالية في أجزاء من إثيوبيا وكينيا والصومال، وهو حدث مناخي لم تشهده المنطقة منذ 40 عامًا على الأقل.
كان موسم الأمطار من مارس إلى مايو 2022 هو الأكثر جفافًا على الإطلاق خلال السبعين عامًا الماضية، وتشير التوقعات المبكرة إلى أن الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر لن تختلف كثيرًا عن مواسم الأمطار في عام 2022.
حجم الأضرار
في جميع أنحاء القرن الأفريقي، تضرر ما لا يقل عن 19.4 مليون شخص من الجفاف الذي بدأ في أكتوبر 2020.
في الصومال، يعاني 7.1 مليون شخص الآن من انعدام الأمن الغذائي الحاد، و8 مناطق في البلاد معرضة لخطر المجاعة حتى سبتمبر 2022.
يعاني حوالي 7.4 مليون شخص في إثيوبيا وحوالي 4.1 مليون شخص في كينيا من انعدام شديد في الأمن الغذائي بسبب الجفاف.
مجاعة القرن الأفريقي
نفقت ما لا يقل عن 7 ملايين رأس من الماشية – التي تعتمد عليها الأسر الرعوية في قوتها وسبل عيشها – بما في ذلك أكثر من 1.5 مليون في كينيا، وما بين 2.1 مليون و2.5 مليون في جنوب وجنوب شرق إثيوبيا، و3 ملايين في الصومال، وبالتالي، تقل فرص حصول الأطفال على الحليب، مما يؤثر سلبًا على تغذيتهم.
تتوقَّع الأمم المتحدة إعلان “المجاعة” رسميًا في أجزاء من الصومال خلال الربع الأخير من 2022، وهذه الفئة مخصصة للمناطق التي يواجه فيها ما لا يقل عن 20% من الأسر نقصًا حادًا في الغذاء، ويعاني 30% من أطفالها على الأقل من سوء التغذية الحاد، ويلقى شخصان على الأقل مصرعهم من كل 10 آلاف شخص يوميًا بسبب المجاعة أو الجوع والمرض معًا.
أسباب المجاعة
تسبب التغير المناخي في أن يعيش القرن الأفريقي طقسًا متطرفًا، في ظل مكافحة الدول في المنطقة لموجات الجفاف والفيضانات.
كما تشارك عوامل مثل وباء كورونا وغزو روسيا لأوكرانيا في تكثيف أوجاع القارة، مما جعل الحصول على إمدادات الغذاء والوقود والأسمدة أكثر تكلفة وصعوبة.
كما أدى انتشار الجراد إلى تلف المحاصيل في أجزاء كبيرة من شرق أفريقيا، إلى جانب الصراع الداخلي الذي تعيشه إثيوبيا، والذي عطل الزراعة وجعل توزيع المساعدات أمرًا خطيرًا.
مساعدات دولية
أعلنت الولايات المتحدة تبرعها بأكثر من 6.6 مليار دولار من المساعدات الإنسانية والغذائية لأفريقيا في الأشهر السبعة الأولى من 2022، مما يجعلها أكبر جهة مانحة منفردة، كما ساهم كل من الاتحاد الأوروبي وكندا والسويد وألمانيا والمملكة المتحدة في جهود المساعدة.
بقية القارة
المعاناة لا تقتصر على القرن الأفريقي، بل تمتد لتشمل دولًا في جنوب الصحراء، مثل جنوب السودان، والسودان، والنيجر، وبوركينا فاسو، ومالي، وهي دول تعامي من أزمات جوع خاصة.
ووفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي في سبتمبر الجاري، أنَّ 123 مليون شخص على الأقل في أنحاء متفرقة من المنطقة لن يتمكّنوا من تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية، بزيادة قدرها 28 مليون شخص خلال عامين فقط.
ساهمت عوامل أخرى في هذه المعاناة، بما في ذلك ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وانخفاض الدخل، والأحوال الجوية المتطرفة، وانعدام الأمن، وتعطّل سلاسل التوريد.
لماذا تبرع هذا الملياردير الأمريكي بشركته الشهيرة؟