يوليو ٤, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
هل ستصنع نتفليكس جزء رابع من «لعبة الحبار»؟

حين ظهرت عبارة «Game Over» على شاشات غرفة التحكم في الحلقة الأخيرة من الموسم الثالث لـ«لعبة الحبار»، بدت وكأنها موجّهة للجمهور أكثر من كونها جزءًا من المشهد. فهل كانت مجرد نهاية موسم؟ أم إعلانًا صريحًا بإغلاق ملف المسلسل الأشهر في تاريخ نتفليكس؟

في مفارقة تعكس روح العمل ذاته، جاء الوداع لا على هيئة مفاجأة دموية، بل كرسالة هادئة ومؤلمة في آن، من مبدع أراد إنهاء لعبته بشروطه

«لن يكون هناك موسم رابع»، هكذا حسم المخرج الكوري هوانج دونج-هيوك الأمر برسالة إلى الجمهور، نشرها قبل عام من عرض الحلقة الأخيرة في يوليو من العام الماضي.

بدا وكأن المخرج اتخذ قراره منذ البداية، لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا. فبحسب ما كشفه لموقع «تودوم» التابع لنتفليكس، لم يكن يخطط أصلًا لقتل بطله «جي هون» في الموسم الثالث، بل كان يبحث عن طريقة تُنهي الحكاية وتغلق الدائرة.

يقول دونج-هيوك: «أدركت أنني بحاجة إلى خاتمة تُنهي اللعبة، وتُكمل مسار جي هون. أردت إيصال رسالة مفادها أننا إذا ركّزنا فقط على مصلحتنا الآنية، ورفضنا التنازل أو التضحية، فلن يكون لنا مستقبل».

الرسالة التي حاول تمريرها تتجاوز شخصية «جي هون» أو صراع البقاء ذاته، وتضع المشاهد أمام سؤال وجودي: ماذا يحدث حين تصبح اللعبة هي الواقع؟ وما الذي نخسره حين نكسب كل شيء دون ثمن أخلاقي؟

كيف انتهت اللعبة؟

الموسم الثالث، المؤلف من ست حلقات، لم يكن مجرد استكمال لسلسلة مشوقة، بل وداع محسوب. ففي الحلقة الأخيرة، نشهد إخلاء الطاقم، وفرار الحراس بملابسهم الزهرية، وانطفاء الأضواء في جزيرة لم تعد لها حاجة.

لم يكن هناك دم كثير هذه المرة، بل صمت واستسلام. المشهد الأخير لا يصوّر معركة، بل انهيارًا هادئًا لنظام لعب دور الإله لثلاثة مواسم.

لم يكن «وداعًا» تقليديًا، بل طقس عبور بطيء، يقول من خلاله هوانج إنه اكتفى. «صنع 22 حلقة كان رحلة شاقة. أشعر الآن بطعم مرّ وحلو في آن»، يعترف المخرج.

حديثه عن الكواليس لا يقل دفئًا عن حديثه عن الشخصيات. من الأسرة ذات الطوابق العالية، إلى السلالم المتاهية، إلى الساحات التي تحوّلت إلى رماد بعد التصوير. كل شيء تحوّل إلى ذكرى، بما في ذلك الإرهاق نفسه.

لماذا تعلّقنا بلعبة الحبار؟

ربما تكمن قوة «لعبة الحبار» في أنه لم يكن مجرد مسلسل إثارة، بل استعارة عميقة للواقع العالمي، حيث تُقاس الكرامة بالنقود، وتصبح الحياة نفسها لعبة حظ. في زمن تُختزل فيه القيم في الصعود الفردي بأي ثمن، قدمت الحكاية نقدًا عنيفًا، لكن سلسًا، لفكرة أن «الخلاص شخصي» وأن التضامن نوع من الترف.

لذا حين اختار المخرج أن يموت «جي هون» -البطل الذي حاول العودة إلى اللعبة لتفكيكها- بدا ذلك تأكيدًا على استحالة إصلاح منظومة فاسدة من داخلها. لم يكن موته مجرد حدث درامي، بل تصعيد رمزي لقضية ظلت تتردد في خلفية المسلسل: من يتحكم في اللعبة؟ ومن يجرؤ على كسر قواعدها؟

هل يمكن أن نودّع دون نهاية سعيدة؟

في زمن تتسابق فيه المنصات على الإطالة والتكرار، جاء قرار إنهاء «لعبة الحبار» في ذروته، كفعل مقاومة ضد الابتذال. «أكثر ما سأفتقده هو اللحظة التي شعرت فيها بأن ما تخيّلته يتحقق أمامي»، قال هوانج، في تصريح يكشف أن المتعة في الإبداع ليست في التمديد، بل في اكتمال الفكرة.

ربما لم يمنحنا المخرج خاتمة «مُرضية» بالمعنى التقليدي، لكنّه منحنا ما هو أعمق: تجربة فنية لا تنسى، ومساحة للتفكير في معنى الفوز والخسارة، ليس في اللعبة فحسب، بل في الحياة نفسها.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

التركيز في مهمة واحدة بنسبة 100%

المقالة التالية

أكثر من 10 آلاف مرشح للتعليم في السعودية.. ماذا بعد إعلان النتائج؟