في خطوة قد تغيّر مسار الحرب في أوكرانيا، لم يُغلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الباب أمام احتمال إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى كييف، يمكن استخدامها لضرب أهداف داخل روسيا، بحسب مصادر أميركية وأوروبية مطلعة على المشاورات.
هذا التحول يأتي بينما يشدد ترامب لهجته تجاه موسكو، في محاولة للضغط على الكرملين لإيجاد حل للصراع المستمر، ومنهم 50 يومًا كمهلة نهائية للتوصل إلى اتفاق سلام وإنهاء الحرب.
أثار سؤال طرحه ترامب خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جدلاً واسعًا، إذ استفسر عن إمكانية استهداف موسكو وسانت بطرسبرغ بصواريخ أوكرانية.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض حاول التقليل من أهمية هذا الطرح، واعتبره سؤالًا عابرًا، إلا أن الجانب الأوكراني تعامل معه بجدية بالغة، وبدأ فعليًا مناقشات مع دول أوروبية وأميركية بشأن تزويده بصواريخ بعيدة المدى.
بعد الاتصال، أكّد زيلينسكي أن بلاده قادرة على تنفيذ تلك الضربات إذا حصلت على السلاح المناسب، وبدأت أوكرانيا مناقشات فورية مع الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية بشأن منظومات الدفاع الجوي بعيدة المدى، ومن ضمنها بطاريات “باتريوت” وأنظمة قادرة على اعتراض الصواريخ الروسية.
بعد أن كشفت صحيفة فاينانشال تايمز عن سؤال ترامب بشأن ضرب موسكو، سارعت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية، إلى توضيح الموقف، قائلة: “كان الرئيس ترامب يطرح سؤالاً فحسب، ولم يشجع على مزيد من القتل. إنه يعمل بلا كلل لوقف القتل وإنهاء هذه الحرب”، لكن التصريحات لم تمنع تحرك أوكرانيا وتحالفها من بحث تسليح جديد.
صرّح مبعوث ترامب إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مات ويتاكر، أن التركيز الحالي يتمحور حول تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاعية مثل صواريخ “باتريوت”، لكنه لم يستبعد تزويد كييف بأسلحة هجومية لاحقًا.
وأوضح أن “جميع الأسلحة يمكن أن تكون هجومية ودفاعية حسب استخدامها”.
مع نهاية ولايته، وافق الرئيس جو بايدن على إرسال صواريخ ATACMS بعيدة المدى إلى أوكرانيا، لكنها لا تصل إلى مدى موسكو وسانت بطرسبرغ، ووصف ترامب هذه الخطوة آنذاك بأنها “غبية” و”خطأ كبير”، منتقدًا عدم استشارته في تلك القرارات.
كشف ترامب عن خطة جديدة لتزويد أوكرانيا بالسلاح، تقضي بقيام الدول الأوروبية بشراء منظومات دفاعية متقدمة، ثم نقلها مباشرة إلى أوكرانيا، ويُعوَّض المخزون الأوروبي لاحقًا عبر مشتريات جديدة من الولايات المتحدة.
وتُعد هذه الآلية طريقة سريعة لتسليم الأسلحة، خصوصًا في ظل الحاجة الملحة لبطاريات باتريوت.
أكد الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، أن الحلف يعمل “كل ساعة” لتوفير الذخائر والصواريخ لأوكرانيا، مشددًا على أن الدفاع ضد صواريخ كروز والباليستية الروسية لا يمكن أن يقتصر على صواريخ باتريوت وحدها.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| المدينة الإنسانية.. محاولة تهجير الفلسطينيين الأحدث
إنفوجرافيك| بعد الاشتباكات الدامية في السويداء.. من هم “الدروز”؟