logo alelm
إنفوجرافيك| أطول حرب في التاريخ.. 3 قرون بدون إصابات

تعد حرب الـ 335 عامًا بين هولندا وجزر سيلي البريطانية أطول حرب في التاريخ، لكنها تبقى فريدة من نوعها كونها صراعًا سلميًا لم تُطلق فيه رصاصة واحدة ولم تسجل خلاله أي إصابات، لتنتهي فصولها المنسية بمعاهدة سلام رسمية بعد أكثر من ثلاثة قرون على بدئها.

خيانة ملكية تشعل أطول حرب في التاريخ

تعود فصول القصة إلى عام 1651، في خضم اضطرابات الحرب الأهلية الإنجليزية، حين قرر الهولنديون، الذين كانوا حلفاء للملكيين لفترة طويلة، دعم خصومهم البرلمانيين بعد أن رأوا أن كفة النصر تميل لصالحهم.

اعتبر الملكيون هذا التحول خيانة، وبدأوا في مهاجمة السفن التجارية الهولندية انتقامًا، وهو ما أشعل فتيل عداء غير متوقع، وأدى إلى ما سيعرف لاحقًا بأنها أطول حرب في التاريخ.

أرسل الهولنديون، سعيًا لتعويض خسائرهم، أسطولًا بحريًا بقيادة الأدميرال مارتن ترامب إلى جزر سيلي، التي كانت آخر معقل للقوات الملكية.

طالب “ترامب” بتعويضات فورية، وعندما لم يجد استجابة، أعلن الحرب على الجزر في 30 مارس 1651، رغم الجدل التاريخي حول امتلاكه صلاحية إعلان الحرب رسميًا.

لم يدم الوضع طويلًا، فبعد ثلاثة أشهر فقط، نجحت قوات البرلمانيين بقيادة الأدميرال روبرت بليك في إخضاع الأسطول الملكي واستعادة السيطرة على جزر سيلي.

أبحر الأسطول الهولندي عائدًا إلى وطنه، لكنه أغفل في خضم الأحداث إعلان السلام رسميًا، لتدخل بذلك أطول حرب في التاريخ مرحلة النسيان العميق.

قفزت الأحداث سريعًا إلى عام 1985، عندما بدأ مؤرخ محلي من سكان الجزر يدعى روي دنكان، في التحقق من الأسطورة المحلية حول حرب قائمة مع هولندا.

راسل دنكان السفارة الهولندية في لندن، لتكشف السفارة عن مفاجأة مدوية، مؤكدةً عبر وثائق رسمية أن حالة الحرب بين الطرفين لا تزال قائمة، مما أعاد إحياء قصة أطول حرب في التاريخ.

دفع هذا الاكتشاف المؤرخ دنكان إلى دعوة السفير الهولندي آنذاك، رين هويديكوبر، لزيارة الجزر وتوقيع معاهدة سلام تنهي هذا الصراع الغريب.

استجاب السفير للدعوة، وفي 17 أبريل 1986، وُقعت معاهدة السلام رسميًا، منهية الحرب بعد 335 عامًا، وعلق السفير مازحًا: “لا بد أنه كان من الفظيع معرفة أنه كان بإمكاننا الهجوم في أي لحظة”.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

زوكربيرغ يستثمر مليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي الفائق

المقالة التالية

أوروبا أمام اختبار اقتصادي في ظل تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية