أفادت تقارير محلية، نقلًا عن مصدر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن قرارًا قد اتُخذ بإصدار أمر للجيش بتنفيذ احتلال عسكري كامل لقطاع غزة. وتؤكد هذه الخطوة الاستراتيجية الجديدة أن العمليات العسكرية ستتوسع لتشمل المناطق التي يُعتقد أن الرهائن الإسرائيليين ما زالوا محتجزين فيها، في محاولة لإجبار حركة حماس على إطلاق سراحهم.
وقد كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن هذا القرار تم اتخاذه دون استشارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، الذي تم إبلاغه بالخطة لاحقًا. ووفقًا لمذكرة داخلية تم تسريبها، وجه مكتب رئيس الوزراء إنذارًا مباشرًا لرئيس الأركان مفاده: “إذا لم يناسبك هذا، فعليك الاستقالة”.
يأتي هذا التحول نحو الحل العسكري الشامل بعد أشهر من المحادثات المتعثرة في الدوحة، والتي كانت تهدف إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وقد تزامنت هذه الفترة مع تصعيد حركة حماس لضغوطها، حيث طالبت بإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات كشرط للعودة إلى المفاوضات.
وقامت الحركة أيضًا خلال عطلة نهاية الأسبوع بنشر مقاطع فيديو دعائية تظهر رهائن بحالة هزال شديد، زاعمة أنهم يتضورون جوعًا. كما فرضت شروطًا جديدة للسماح لمنظمات مثل الصليب الأحمر بتوصيل المساعدات مباشرة إلى الرهائن، تضمنت فتح الممرات الإنسانية بشكل دائم ووقف “جميع أشكال الحركة الجوية” الإسرائيلية أثناء عمليات التسليم.
يتعارض قرار نتنياهو بشكل مباشر مع تقييم سابق أصدرته قوات الدفاع الإسرائيلية، والذي حذر من أن الاحتلال الكامل لقطاع غزة سيكون عملية طويلة ومعقدة قد تستغرق سنوات لتحديد مواقع خلايا حماس المتبقية، خاصة في المناطق المدنية المكتظة.
وقد أثارت هذه الخطة مخاوف عميقة لدى عائلات الرهائن، الذين يرون أن العمليات العسكرية في مناطق وجود أحبائهم قد تعرض حياتهم لخطر مباشر. وتتزايد هذه المخاوف في ظل تقارير تفيد بأن حماس أصدرت أوامر لأعضائها بقتل أي أسير في عهدتهم إذا اقتربت القوات الإسرائيلية منهم. ويُستحضر في هذا السياق الحادثة المأساوية التي وقعت العام الماضي عندما أعدم مسلحون ستة رهائن، من بينهم هيرش جولدبرج بولين، قبل أن تتمكن القوات الإسرائيلية من الوصول إليهم.
ويمثل هذا القرار تصعيدًا للحرب المستمرة منذ 21 شهرًا، وتجاهلًا للدعوات المتزايدة من داخل إسرائيل والمجتمع الدولي لإيجاد حل دبلوماسي، خاصة مع تفاقم أزمة الجوع في غزة والقلق على مصير الرهائن العشرين الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.