ستكون حصيلة الحرب النووية كارثية لأولئك الذين هم في الصفوف الأولى من المعركة، لكن دراسة جديدة تظهر حجم الدمار الذي سيطال العالم لو نشبت حربًا نووية بين روسيا والولايات المتحدة.
مجاعة عالمية
قالت الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Food، إن انفجارًا نوويًا من شأنه أن يتسبب في مجاعة في جميع أنحاء العالم، حيث ستؤدي كميات هائلة من الانبعاثات إلى حجب أشعة الشمس وتعطيل النظم المناخية والحد من إنتاج الغذاء، ووصف الباحثون الأمر بأنه “سيكون كارثة عالمية للأمن الغذائي”.
وجد الباحثون أنه لو نشب نزاع نووي صغير نسبيًا، مثل الصراع بين الهند وباكستان، سيكون مدمرًا أيضًا.
وأوضح الباحثون أن الحرب النووية لو استمرت أسبوعًا وشاركت فيها حوالي 100 قطعة سلاح وإطلاق 5 تيراغرام، ستقتل 27 مليون شخص مباشرة.
وقالت الدراسة: بعد عامين من توقف التجارة الدولية وانخفاض درجة الحرارة بمقدار 34.7 درجة فهرنهايت، فإن المجاعة التي تخلقها ستقتل 255 مليون شخص، على افتراض أن بقية السكان حصلوا على الحد الأدنى من الغذاء اللازم للبقاء على قيد الحياة، والمقدر بنحو 1999 سعر حراري للفرد في اليوم.
وتضيف: “ستؤدي التغييرات إلى اضطراب كارثي في أسواق الغذاء العالمية، حيث إن انخفاض المحصول العالمي بنسبة 7% مقارنةً بمحاكاة التحكم، سيتجاوز أكبر شذوذ يُسجل على الإطلاق منذ بداية منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) سجلات المراقبة في عام 1961”.
السيناريو الأسوأ
أكبر سيناريو درسه الباحثون في الدراسة، هو إذا استمرت الحرب أسبوعًا وشملت 4400 قطعة سلاح و150 تيراغرام، مثل تلك التي قد تحدث بين الولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة روسيا.
ويتوقع الباحثون أن هذه الحرب ستقتل أكثر من 360 مليون شخص بشكل مباشر، بينما ستقضي المجاعة على 5 مليارات شخص، كما ستؤدي كثافة السخام المنبعث إلى تقليل درجات الحرارة العالمية بأكثر من 58 درجة فهرنهايت.
وأشار القائمون على الدراسة إلى أن كميات السخام التي تضخ في الستراتوسفير نتيجة استخدام عدد أقل من الأسلحة النووية سيكون لها تأثيرات عالمية أقل، لكن بمجرد بدء الحرب النووية، ستستمر الآثار لمدة عقد تقريبًا.
ووجدت الدراسة أنه في أسوأ السيناريوهات، عندما يتم إطلاق 150 تيراغرام من السخام، سينخفض متوسط إنتاج السعرات الحرارية العالمي من المحاصيل بنحو 90% بعد 3-4 سنوات فقط من الحرب النووية.
من سيتأثر أكثر؟
بحسب الدراسة، لن تواجه كل دول العالم المصير نفسه في ظل السيناريوهات المدروسة.
ففي ظل أصغر حالة حرب نووية تمت دراستها، وجد الباحثون أن الشرق الأوسط وأجزاء من أمريكا الوسطى وأجزاء من آسيا ستشهد بعض الحرمان من الطعام إلى الجوع، بينما سيستمر معظم العالم في تناول الطعام بشكل طبيعي.
في السيناريو الأسوأ الذي تمت دراسته، فإن كل دول العالم باستثناء أستراليا والأرجنتين وأوروغواي وعمان والبرازيل وباراغواي وعدد قليل من البلدان الأخرى، سوف تعاني من الجوع.
القلق يسود العالم
في وقت سابق من هذا العام، أجرت شبكة سي بي إس نيوز دراسة وجدت أن 70% من البالغين قلقون من أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يؤدي إلى نشوب صراع نووي، وظهرت هذه النتائج بعد أن قال وزير الخارجية الروسي إن خطر نشوب صراع نووي “لا ينبغي التقليل من شأنه”.
هذا الخوف لم يتأجج إلا على مدار العام، وفي يوليو، قالت إيران إن لديها القدرة التقنية لبناء سلاح نووي، رغم أنها قالت إنها لم تفعل ذلك بعد.
وقال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، إنه سيستخدم الأسلحة النووية في صراعات عسكرية محتملة مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
لم يتم استخدام الأسلحة النووية في أي نزاع منذ عام 1945، ولكن حاليًا، لدى الولايات المتحدة وروسيا أكثر من 1500 سلاح نووي منتشرة وجاهزة للإطلاق.
إحياء ذكرى أم حرب نووية؟ السر وراء ظهور طائرة “يوم القيامة” الروسية
حين كادت الحرب النووية أن تشتعل
الصين تُكشر عن أنيابها النووية.. وأمريكا تستعد لحرب إدارة العالم