شهد اليومين الأخيرين تطورًا عسكريًا لافتًا يعكس تصعيدًا متزايدًا في الحرب الإيرانية الإسرائيلية، يتمثّل في استخدام طهران الطائرات المسيّرة الانتحارية “آرش-2” لأول مرة على الإطلاق، بغرض ضرب أهداف داخل الأراضي المحتلة.
ونقلت وكالة أنباء “مهر” الإيرانية عن العميد كيومرث حيدري، قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، قوله إن إطلاق عشرات الطائرات المسيّرة الانتحارية نحو أهداف داخل إسرائيل، يأتي ردًا على ما وصفه بـ”العدوان الوحشي” الذي شنّه جيش الاحتلال على إيران.
وأوضح حيدري في تصريح اليوم الاثنين، أن عملية الإطلاق جرت خلال الـ48 ساعة الماضية، بالتزامن مع هجوم صاروخي واسع النطاق نفذته القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وأشار أن الطائرات استهدفت مواقع عسكرية ومناطق حساسة داخل الأراضي المحتلة، وأن جميع المسيّرات أصابت أهدافها بدقة عالية.
تعد الطائرة الانتحارية “آرش-2” من أبرز الأسلحة الجديدة التي طورتها إيران خلال السنوات الأخيرة، إذ ظهرت لأول مرة خلال مناورات عسكرية عام 2020، وقد تم تصميمها خصيصًا لضرب أهداف استراتيجية داخل إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب وحيفا، وتتمتع بمدى يصل إلى 2000 كيلومتر، ما يجعلها قادرة على تنفيذ عمليات بعيدة المدى دون الحاجة لقواعد قريبة.
“آرش-2” مزودة برأس حربي مخصص لاختراق التحصينات، ما يمنحها فعالية كبيرة ضد المراكز العسكرية شديدة التحصين، كما تتمتع بهيكل انسيابي وجناحين على شكل دلتا، مما يعزز قدرتها على التحليق بسرعات عالية وثبات جوي فعّال.
تنطلق الطائرة باستخدام محرك يعمل بالوقود الصلب لتوليد الدفع الابتدائي، ثم ينتقل التشغيل إلى محرك مروحي لتحقيق الطيران المستمر نحو الهدف.
ومن الناحية التشغيلية، يمكن إطلاق “آرش-2” من منصات برية أو بحرية، مما يوفر مرونة كبيرة في استخدامها سواء من الشاحنات أو السفن الحربية، ويزيد من قدرة إيران على تنفيذ هجمات مفاجئة من مواقع مختلفة.
ويأتي استخدام هذه الطائرات ضمن استراتيجية عسكرية إيرانية قائمة على “الردع المتنقل”، عبر توجيه ضربات دقيقة وبعيدة باستخدام وسائل غير مأهولة، تزامنًا مع صواريخ باليستية لضمان تحقيق اختراقات ميدانية في جبهات القتال.