تكشف بيانات حديثة أن كلمات المرور التي نستخدمها لحماية حياتنا الرقمية يمكن التنبؤ بها بشكل خطير، حيث لا يزال الملايين حول العالم يعتمدون على تركيبات بسيطة يمكن للمخترقين كسرها في أقل من ثانية.
وفي عالم تتزايد فيه خروقات البيانات، يسلط هذا الواقع الضوء على ثغرة أمنية هائلة لا تزال تشكل التهديد الأكبر للمستخدمين الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
استنادًا إلى تحليل ضخم لقاعدة بيانات بحجم 2.5 تيرابايت من بيانات تم كشفها في حوادث اختراق مختلفة، قامت شركة “NordPass” المتخصصة في الأمن السيبراني بتصنيف كلمات السر الأكثر استخدامًا على مستوى العالم.
وتُظهر النتائج أن السهولة لا تزال تتفوق على الأمان، حيث تصدرت كلمة المرور “123456” القائمة، بعد استخدامها أكثر من 3 ملايين مرة في مجموعة البيانات التي تم تحليلها.
وأشارت النتائج أن 6 من أصل أكثر 10 كلمات مرور شيوعًا كانت عبارة عن أرقام فقط، مما يؤكد أن الأنماط الرقمية المتوقعة لا تزال الخيار المفضل للكثيرين، وهي الأسهل على الإطلاق للاختراق.
يفتح الاعتماد على كلمات المرور التي تتبع أنماطًا يمكن التنبؤ بها، مثل تسلسل الأحرف على لوحة المفاتيح “qwerty” أو الكلمات البسيطة مثل “password” و”secret”، يفتح الباب على مصراعيه أمام المخترقين، فحتى إضافة تعديلات طفيفة مثل كتابة الحرف الأول كبيرًا “Password” أو إضافة رقم في النهاية “password1” لا تقدم تحسينًا يذكر في مستوى الأمان.
وعندما يتم اختراق أحد حساباتك، فإن أول ما يفعله القراصنة هو تجربة نفس بيانات الاعتماد على حساباتك الأخرى، مما يعرض حياتك الرقمية بأكملها للخطر.
ولتجنب هذه المخاطر، يوصي الخبراء بضرورة إنشاء كلمة سر قوية لا يقل طولها عن 20 حرفًا، وتتضمن مزيجًا من الأحرف الكبيرة والصغيرة والأرقام والرموز الخاصة (مثل @#$%).
ولأن تذكر مثل هذه التركيبات المعقدة لكل حساب قد يكون صعبًا، فإن استخدام مدير كلمات المرور المتخصص يصبح ضرورة، حيث يمكنه إنشاء وتخزين بيانات الاعتماد بشكل آمن، كما أن إجراء تغيير كلمة المرور بشكل دوري، خاصة للحسابات الهامة، يضيف طبقة حماية إضافية.
وفي حال تلقيت إشعارًا بحدوث خرق للبيانات، فإن أول خطوة يجب اتخاذها هي إعادة تعيين كلمة المرور فورًا لجميع الحسابات المتأثرة والتي تشترك في بيانات الدخول نفسها.