يونيو ٢٧, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
مسجد نمرة.. تاريخ عريق وتصميم فريد

يعد مسجد نمرة، الواقع في مشعر عرفات أحد أهم المعالم الدينية في رحلة الحج السنوية، ففي هذا الموقع المبارك، يجتمع الحجاج من شتى بقاع الأرض لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في يوم عرفة، مقتدين بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ألقى خطبة الوداع الخالدة من هذا الموضع قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا.

وتتجلى أهمية المسجد ليس فقط في مكانته الدينية، بل في كونه تحفة معمارية وهندسية تجسد جهود المملكة المتواصلة لخدمة ضيوف الرحمن.

تاريخ مسجد نمرة وتصميمه

يعود تاريخ بناء مسجد نمرة إلى منتصف القرن الثاني الهجري، وتحديدًا في السنوات الأولى من الخلافة العباسية، ليقام في ذات الموقع الذي ألقى منه النبي الكريم خطبته التاريخية.

حظي المسجد باهتمام بالغ من الخلفاء والسلاطين والأمراء المسلمين عبر العصور، وشهد العديد من التجديدات والتوسعات، كان أبرزها في العهد المملوكي، حيث تم تجديده عام 843 هجري بأمر من الملك المظفر سيف الدين قطز، كما أن أعمال البناء على يد الجواد الأصفهاني في عام 559 هجري أظهرت براعة حرفية عالية.

يوعرف المسجد بتصميمه المميز الذي يراعي حدوده الشرعية؛ فالجزء الأمامي منه، وهو الموقع الأصلي الذي خطب منه النبي خطبة الوداع، يقع ضمن حدود وادي عرنة، وهو وادٍ خارج حدود عرفات، وقد نهى النبي عن الوقوف فيه يوم عرفة، أما الجزء الخلفي من المسجد، فيقع داخل حدود عرفات الشرعية.

ولتوجيه الحجاج، وضعت لوحات إرشادية واضحة داخل المسجد لتنبيه المصلين بضرورة التواجد في الجزء الواقع ضمن حدود عرفات لضمان صحة وقوفهم.

وشهد مسجد نمرة في العهد السعودي أضخم توسعة في تاريخه، بتكلفة بلغت 237 مليون ريال سعودي، ليصبح أحد أكبر المساجد في منطقة مكة المكرمة.

يبلغ طول المسجد حاليًا 340 متراً من الشرق إلى الغرب و240 مترًا من الشمال إلى الجنوب، وتبلغ مساحته الإجمالية أكثر من 110 آلاف متر مربع، مع إضافة مساحة مظللة خلفه تُقدر بـ 8 آلاف متر مربع. وبذلك، بات المسجد قادرًا على استيعاب ما يقارب 400 ألف مصلٍ في آن واحد، مما يجعله من أكبر المساجد في العالم.

ويتميز المسجد بست مآذن مهيبة يبلغ ارتفاع كل منها 60 مترًا، وثلاث قباب بيضاء تضفي عليه رونقًا خاصًا، بالإضافة إلى عشرة مداخل رئيسية تضم 72 بابًا، مما يسهل عملية الدخول والخروج الانسيابي للحجاج.

ولضمان راحة المصلين وسلامتهم، تم تجهيز مسجد نمرة بأحدث الأنظمة اللوجستية؛ فقد تم فرش 125 ألف متر مربع من السجاد الفاخر، وتحديث شامل لأنظمة التهوية والتكييف مع نظام تحكم يراقب مستويات ثاني أكسيد الكربون ويجدد الهواء بنسبة 100% كل 30 دقيقة.

كما تم تركيب 70 مبرد مياه، كل منها يخدم 2000 حاج في الساعة، بطاقة إجمالية تقدر بـ 140 ألف حاج في الساعة لتوفير مياه الشرب الباردة.

ولتحسين تجربة الحجاج الخارجية، تم مؤخرًا تغطية مساحة 25 ألف متر مربع من الأسفلت حول المسجد بطلاء أبيض خاص يسهم في خفض درجة الحرارة بمقدار 20 درجة مئوية، في سبيل تحقيق هدف إراحة الحجاج.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

سناء يوسف.. ضحية قتل جديدة على خلفية رفض الارتباط

المقالة التالية

حنان اللولو.. إسدال الستار على مسيرة فنية غنية بالإبداع