أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة، أمس الثلاثاء، تدشين أول مزرعة حضرية للزراعة العمودية داخل أسواق ومتاجر المنتجات الغذائية.
وتأتي تلك الخطوة الأولى من نوعها في المنطقة، لتقدم تجربة فريدة للمستهلك يحصل من خلالها على منتجات طازجة وحيوية.
وأُجريت التجربة الأولى لهذا المشروع في أسواق الدانوب، من قبل إحدى الشركات الرائدة في مجال التقنيات الحديثة للزراعة الحيوية، معتمدة على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
وشملت وحدات العرض التجارية في المتجر على مزارع صغيرة للنباتات والمنتجات الزراعية، مثل الخس والكزبرة والبقدونس والبروكلي.
وتوفر تلك المزارع نباتات طازجة بديلة لتلك التي تستوردها المملكة من الخارج.
أهداف مستقبلية
تستهدف الوزارة من تلك التجربة وصول عدد المزارع التي تدشنها بين 600 و1000 مزرعة حضرية خلال السنوات الخمس المقبلة، داخل منظومة التجزئة في أسواق المملكة كافة.
وستوفر تلك المزارع من 20 إلى 40% من احتياجات المستهلكين للمنتجات الزراعية والخضراوات.
هذا إلى جانب أن الزراعة العمودية توفر مساحات زراعية وأيدي عاملة واستهلاك مياه أقل، بما يُقارب من (80%) إلى (90%) من الزراعة التقليدية.
من ناحية أخرى، تخلق المزارع العمودية بيئات زراعية بحجم إنتاج مرتفع من المنتجات الزراعية على مدار العام.
ما هي الزراعة العمودية؟
هي الزراعة التي تتم بشكل عمودي بدلًا من الزراعة الأفقية التقليدية، ما يسمح باستغلال مساحة واحدة من الأرض لإنتاج المزيد من المنتجات الزراعية.
ويتطلب هذا النوع من الزراعة تحكمًا في درجة الحرارة والضوء والماء والرطوبة، ويكون نجاح التجربة مرهونًا بدقة ضبط تلك العوامل.
ويمكن إنشاء المزارع العمودية في البيوت الزجاجية، أو على أسطح المنازل وداخل المستودعات وغيرها.
وتعود أهمية هذا النوع من المزارع إلى قدرتها على توفير المزيد من الغذاء أو المنتجات الزراعية من خلال مساحة صغيرة من الأراضي.
ولذلك قد تكون الزراعة العمودية حلًا لتلك التحديات التي تواجه الزراعة، خصوصًا في ظل الفوائد الكبيرة لها.
مميزات الزراعة العمودية
تسمح الزراعة العمودية للمزارعين باستخدام مياه أقل بنسبة 98%، وأراض أقل بنسبة 99%.
وتستطيع تلك المزارع إنتاج محاصيل تعادل 240 مرة إنتاج المزارع التقليدية من خلال الحصاد الدائم أو الدائم على مدار العام.
وتستمد تلك المزارع طاقتها من الشمس بدلًا من مصادر الطاقة التقليدية مثل الوقود الأحفوري.
ومع تزايد الطلب على الغذاء خصوصًا في المناطق الحضرية التي سيعيش بها نحو 80% من سكان العالم في 2050، ستظهر الحاجة لمزيد من الأراضي الزراعية.
وستلعب الزراعة العمودية دورًا في تلبية هذا الطلب، دون الاضطرار إلى البحث عن المزيد من الأراضي.
كما أنها تساهم في توفير المحاصيل على مدار العام، وليس في موسمها فقط، كما أنها تحل مشكلة التصحر الغذائي الذي تواجهه بعض المناطق التي يندر فيها الحصول على خضروات وفواكه طازجة.
من ناحية أخرى فإنها توفر طعامًا صحيًا، وتحل أزمة تآكل وتلوث التربة، وتغني عن البحث عن أفدنة من الأراضي الصالحة للزراعة.
هل تكون الزراعة العمودية بديلًا لنظيرتها التقليدية؟
في حين أن الزراعة العمودية يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في مواجهة تحديات الزراعة، من نقص الأراضي الزراعية والحاجة إلى المزيد من المياه، إلا أنها لا يمكن أن تكون بديلًا كاملًا للزراعة التقليدية.
وإحدى الإشكاليات التي تقف عائقًا أمام تحقيق ذلك، هو أن بعض المحاصيل لن تنمو في ظل هذه الظروف، وستحتاج إلى طرق أخرى.
ولذلك هي فعالة بشكل أكبر في بعض المحاصيل مثل الخضروات الورقية والأعشاب وبعض المحاصيل الأخرى.