أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الثلاثاء، رصد “تأثيرات مباشرة” على قاعات الطرد المركزي الواقعة تحت الأرض في منشأة نطنز النووية الإيرانية، في أول تقييم من نوعه للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المحصنة. وبالتزامن مع ذلك، أعلن جيش الاحتلال عن اغتيال قائد عسكري إيراني رفيع آخر، هو اللواء علي شادماني، فيما رد الحرس الثوري الإيراني بالإعلان عن إطلاق موجة صواريخ “أقوى” باتجاه إسرائيل.
في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال هجماته الجوية المكثفة على إيران لليوم الخامس، وأعلن اليوم الثلاثاء، عن تحقيقه “تفوقًا جويًا كاملًا في سماء طهران”، وتدميره لأكثر من 120 منصة صواريخ أرض-أرض، وطائرتين مقاتلتين إيرانيتين من طراز إف-14، بالإضافة إلى 10 مراكز قيادة تابعة لفيلق القدس.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد صرح بأن الضربات أعادت البرنامج النووي الإيراني “لفترة طويلة للغاية”، فيما تستمر الغارات على مواقع مختلفة، مثل مدينة كاشان التي سقط فيها قتلى وجرحى مدنيون اليوم. وبحسب الإحصاءات المعلنة، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصًا على الأقل في إيران، بينما قُتل 24 شخصًا في تل أبيب نتيجة الرد الإيراني.
في حين أكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن حجم “الأضرار الواسعة” في منشأة نطنز، والتي قد تشمل تدمير 15 ألف جهاز طرد مركزي، يبقى التحدي الأكبر هو منشأة فوردو شديدة التحصين والتي تقع على عمق كبير تحت الأرض. ويعتقد محللون أن الاحتلال لا يمتلك القنابل الخارقة للتحصينات مثل قنبلة GBU-57 الأمريكية اللازمة لتدميرها، مما يطرح تساؤلات حول المدى الذي يمكن أن تصل إليه هذه الحملة العسكرية في تحقيق هدفها النهائي بالقضاء الكامل على طموحات إيران النووية، التي تصر طهران على أنها سلمية.
في الوقت نفسه، حثت السفارة الصينية في إسرائيل رعاياها على مغادرة البلاد عبر المعابر البرية، بينما تشهد أسواق النفط العالمية حالة من الترقب الشديد، وتزايدت التقارير عن حدوث تشويش إلكتروني على أنظمة الملاحة للسفن التجارية في محيط مضيق هرمز. وفي خضم هذا التصعيد العسكري، تتسم المواقف الأمريكية بالغموض الشديد. فبينما قطع الرئيس دونالد ترامب مشاركته في قمة مجموعة السبع بكندا عائدًا إلى واشنطن لأسباب وصفها بأنها “أكبر بكثير” من مجرد وقف لإطلاق النار، وجه مساء أمس الاثنين تحذيرًا مباشرًا وغير مسبوق لسكان طهران، حثهم فيه على “الإخلاء فورًا”.
ورغم هذه اللهجة التصعيدية، تصر إدارته على أن القوات الأمريكية تحافظ على “وضع دفاعي” ولم تشارك في الهجمات، وفي نفس الوقت، كشفت مصادر مطلعة أن ترامب وجه فريقه، بما في ذلك المبعوث ستيف ويتكوف، لمحاولة عقد لقاءات عاجلة مع مسؤولين إيرانيين، بحثًا عما وصفه بـ “نهاية حقيقية” للأزمة.