منوعات تقنية

ماذا لو اختفت الأشجار من على وجه الأرض؟

تؤدي الأشجار وظائف استثنائية وضرورية تساعدنا على البقاء على قيد الحياة على سطح الأرض، حيث تتنوع وظائف الأشجار من اختزان الكربون وحفظ التربة لتنظيم دورة الماء، ودعم النظم الغذائية، وتوفير مأوى لأنواع لا حصر لها من الحيوانات والطيور، وكذلك مواد البناء للبشر.

لكن كثيراً ما يتعامل البشر مع الأشجار بلا اكتراث، فيقطعونها لجني مكاسب اقتصادية أو لأنها تعيق الزحف العمراني البشري، وحسب ما نقلت “بي بي سي” فإن البشر منذ 12 ألف عام اقتلعوا نصف أشجار العالم تقريباً التي يقدر عددها بنحو 5.8 تريليون شجرة، بحسب دراسة نشرت في دورية “نيتشر”.

وبالرغم من أنه يكاد يكون مستحيلاً أن تسقط جميع الأشجار دفعة واحدة على كوكب الأرض، إلا في حالة وقوع كارثة لا تخطر على بال، إلا أن تخيّل هذه الصورة الكئيبة للعالم بلا أشجار، قد يساعدنا في تقدير حجم كارثة فقدان الأشجار.

إذا اختفت الأشجار فجأة ستزول معظم مظاهر التنوع الحيوي على ظهر الكوكب، وستنقرض معظم الكائنات الحية، فالأشجار هي العنصر الحاسم في دورة الكربون الذي هو العنصر الثاني في الأهمية بعد الماء للحياة، فالأشجار تأخذ ثاني أكسيد الكربون من الجو وتحوله من خلال عملية التمثيل الضوئي إلى طاقة. وبعد ذلك، إما يتحوَّل الكربون إلى أكسجين وينطلق في الهواء من خلال تنفس الأشجار، أو يبقى فيها حتى يتحلل في التربة من خلال جذورها ويغنيها.

إذا اختفت الأشجار سيكون لدينا مستويات عالية من ثاني أكسيد الكربون في الهواء وانخفاض من كمية الأكسجين. كما سيتلوث الهواء بمواد أخرى مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين، وهي كلها تمتصها الأشجار. وسيصبح الهواء غير مناسب للتنفس، كما يؤثر اختفاء الغابات على دورة المياه؛ فالأشجار تمتص المياه من جوف الأرض وتطلقها في الجو بعملية الترشيح، وهذا يؤثر على ما يعرف بجدول المياه.

[two-column]

تتنوع وظائف الأشجار من اختزان الكربون وحفظ التربة لتنظيم دورة الماء، ودعم النظم الغذائية، وتوفير مأوى لأنواع لا حصر لها من الحيوانات والطيور، وكذلك مواد البناء للبشر

[/two-column]

ومن دون الأشجار ستصبح التربة غير صالحة للزراعة وخالية في الوقت نفسه من المغذيات. فهي تشكِّل نوعاً من مصفاةٍ من المواد الكيميائية والملوثات الخطرة. وستصبح المياه الجوفية نتيجة ذلك شديدة التلوث، وتنخفض بشكلٍ مخيفٍ كمية المياه العذبة الصالحة للشرب.

ومع اختفاء الأشجار سينقطع الورق والخشب وستختفي المنتجات المتعلقة بهم، بما يعنيه ذلك من الإضرار بنحو  1.6 مليار إنسان يعتمدون في معيشتهم على الأشجار والصناعات المرتبطة بها وسيصبحون عاطلين من العمل.